تعرضت مدينة سنّار بجنوب شرق السودان لقصف مدفعي منسوب إلى «قوات الدعم السريع»، لليوم الثاني على التوالي، وفقاً لشهادات شهود عيان. وأسفر القصف الذي استهدف سوق المدينة يوم الأحد عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 100 آخرين، بحسب ما أفادت منظمة «محامو الطوارئ» الحقوقية.
في بيانها، دانت المنظمة «التصعيد الخطير للأعمال العسكرية واستهداف المدنيين في سنّار»، حيث اتهمت «قوات الدعم السريع» باستهداف السوق الرئيسي للمدينة. وكان التقارير الأولية قد أشارت إلى مقتل 21 شخصاً وإصابة 67 آخرين في الحادث ذاته.
تفاقم النزاع والدمار في السودان
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، مع تقديرات بأن الحصيلة الحقيقية قد تصل إلى 150 ألف قتيل. كما أدى النزاع إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، سواء داخلياً أو إلى الدول المجاورة، بحسب الأمم المتحدة.
قصف مستمر في سنار ومعاناة السكان
تسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم مناطق ولاية سنّار، بما فيها عاصمتها سنجة، منذ أواخر يونيو 2023، وتواصل محاولاتها للسيطرة على مدينة سنّار. أسفر النزاع في الولاية عن نزوح حوالي 726 ألف شخص، بينما كانت سنار قد استضافت في الأساس أكثر من نصف مليون نازح قبل اندلاع المعارك.
في الأثناء، يواصل سلاح الطيران السوداني قصفه لمواقع «الدعم السريع»، بما في ذلك غارة جوية استهدفت مدينة السوكي في ولاية سنّار، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم أطفال، وفقاً لتقارير «محامو الطوارئ».
المعارك في الخرطوم وشمال كردفان
المعارك لا تقتصر على سنار وحدها. في العاصمة الخرطوم، قصف طيران الجيش مواقع تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، كما شهدت مدينة الأُبيّض في شمال كردفان مقتل مدني وإصابة 17 آخرين في قصف مدفعي عشوائي نُسب إلى «الدعم السريع».
دعوات دولية لحماية المدنيين
دعا خبراء الأمم المتحدة الجمعة إلى نشر قوة مستقلة ومحايدة لحماية المدنيين في السودان، ونددوا بالفظائع التي ترتكبها الأطراف المتحاربة. في تقريرهم، أشار الخبراء إلى سلسلة من الانتهاكات التي وصفوها بأنها «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». غير أن الحكومة السودانية رفضت هذه الدعوات، معتبرة أن حماية المدنيين تقع ضمن مسؤوليتها.
تدهور الوضع الإنساني
أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية في السودان خرجت عن الخدمة، مع حاجة 14.7 مليون شخص إلى إغاثة عاجلة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لم يتم توفير سوى نصف التمويل اللازم لمساعدة هؤلاء، والذي يُقدر بـ2.7 مليار دولار.