ضحايا في قصف استهدف مستشفى للنساء والتوليد في مدينة الفاشر

3 Min Read

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيدًا جديدًا في وتيرة العنف بعد تعرض المستشفى التخصصي للنساء والتوليد المعروف باسم “السعودي” لقصف مدفعي مباشر، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

ووفقًا لشهادات ميدانية عن مرافقين للمرضى، فإن خمس قذائف متتالية سقطت على المستشفى، مما أدى إلى حالة من الهلع والفوضى داخل المرفق الصحي، الذي يُعد من آخر المستشفيات العاملة في المدينة لتقديم الخدمات الطبية للمتأثرين بالحرب.

أكد مصدر طبي من داخل المستشفى أن عدد القتلى بلغ ثمانية أشخاص حتى الان، محذرًا من احتمال ارتفاع الحصيلة بسبب وجود إصابات حرجة بين الجرحى.
وأشار المصدر إلى أن المستشفى استقبل أيضًا مصابين من أحياء سكنية أخرى تعرضت للقصف في الوقت ذاته، مما زاد من الضغط على الكوادر الطبية في ظل نقص المعدات والإمدادات.

وأضاف أن الوضع داخل المستشفى بات مقلقًا للغاية مع تزايد أعداد الجرحى، في ظل غياب الدعم اللوجستي، وصعوبة تقديم الرعاية العاجلة للحالات الخطرة.

بحسب مصادر طبية، يُعد المستشفى السعودي آخر المرافق الصحية الكبرى العاملة في الفاشر، ويُخشى أن يكون استهدافه جزءًا من نمط متكرر يطال المنشآت المدنية.
وأوضحت المصادر أن القصف تسبب في أضرار بالغة في البنية التحتية للمستشفى، مما أعاق تقديم الخدمات الطبية الطارئة، وأجبر السكان على البحث عن بدائل محدودة داخل المدينة المحاصرة.
ويُثير هذا الهجوم مخاوف جديدة بشأن تدهور النظام الصحي في شمال دارفور، ومدى التزام الأطراف المتحاربة بالقانون الدولي الإنساني.

وصل عشرات الجرحى إلى قسم الطوارئ بالمستشفى بعد الحادثة، حيث تم نقلهم بعربات الكارو والدرداقات في ظل غياب شبه كامل لسيارات الإسعاف.
ووُصفت الأوضاع داخل القسم بأنها مأساوية، مع نقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية، الأمر الذي يعكس هشاشة القطاع الصحي في المدينة.

وقال أحد الأهالي، إبراهيم عثمان، إن كثيرًا من المصابين يفقدون حياتهم قبل الوصول إلى المستشفى نتيجة النزيف الحاد وتأخر التدخل الطبي، فيما يتوفى آخرون أثناء انتظار الإسعافات الأولية بسبب ضعف التجهيزات الطبية وسوء الأوضاع الصحية داخل المرفق.

تُعد هذه الحادثة الأحدث ضمن سلسلة من الهجمات التي استهدفت مرافق مدنية في شمال دارفور خلال الأشهر الأخيرة، في وقت يعيش فيه السكان أوضاعًا إنسانية صعبة جراء استمرار القصف وتدهور الخدمات الأساسية.
ومع غياب أي تدخل دولي أو إقليمي فعال لوقف التصعيد، تزداد المخاوف من انهيار كامل للمنظومة الصحية في الفاشر، حيث يُمثل المستشفى السعودي الملاذ الأخير للسكان رغم التهديدات التي تحيط به من جميع الاتجاهات.

Share This Article