شعار السودان يتحول إلى ساحة رمزية للصراع بين حكومتين

2 Min Read

برز في الآونة الأخيرة جدل واسع حول استخدام نسختين مختلفتين من شعار جمهورية السودان، في مشهد يعكس عمق الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. فقد أصدرت كل من حكومة “الأمل” المدعومة من الجيش في بورتسودان، وحكومة “تأسيس” المعلنة من قبل تحالف السودان الجديد المنضوي تحت قوات الدعم السريع، نسختها الخاصة من الشعار، ما أضفى بعداً رمزياً جديداً على الصراع القائم.

الفنان التشكيلي آدم أبوحازم أوضح في تصريحات أن الألوان المستخدمة في الشعارين تحمل معاني أعمق من مجرد الشكل البصري. فاللون الذهبي، بحسب قوله، يرتبط بالإنجاز والأناقة والنجاح، بينما يعكس الأحمر القوة والطاقة، لكنه يحمل في الوقت ذاته دلالات التحذير والخطر. أما الأسود، فيجمع بين السلطة والهيبة من جهة، والغموض والخوف من جهة أخرى. وأشار أبوحازم إلى أن اجتماع الأبيض والأسود والأحمر يمثل تركيبة قادرة على التعبير عن هوية السودان، لارتباطها بدلالات نفسية وثقافية وسياسية متعددة.

الشعار الأول الذي تبنته سلطة بورتسودان جاء نتيجة تنسيق بين المؤسسة العسكرية وبعض الأجسام السياسية وحركات الكفاح المسلح، إلى جانب مجموعات إسلامية مشاركة في القتال إلى جانب الجيش. وقد اتسم هذا الشعار بتصميم وألوان توحي بالصرامة والانتصار، بما يعكس خطاب المواجهة.

أما الشعار الثاني، فأطلقته حكومة “تأسيس” التي أعلنت نفسها كسلطة موازية بمشاركة قوى سياسية ومهنية وحركات مسلحة. وقد اختارت هذه الحكومة اللون الذهبي البارز لشعارها، في محاولة لإيصال رسالة مرتبطة بالاستقرار والدولة المدنية.

يرى مختصون أن التباين بين الشعارين لا يقتصر على الجانب الفني والتصميمي، بل يعكس اختلافاً في الخطاب السياسي بين الطرفين. فبينما يعبر شعار بورتسودان عن نهج يقوم على الحزم والمواجهة، يسعى شعار حكومة “تأسيس” لإظهار رؤية أكثر هدوءاً ترتبط بمفاهيم الدولة المدنية والاستقرار.

وبذلك يجد السودانيون أنفسهم أمام رمزين متناقضين لشعار واحد، كل منهما يحاول سرد رواية مختلفة عن مستقبل السودان وفقاً لرؤية القوى التي تقف وراءه.

Share This Article