تقرير: خسائر كبيرة في صفوف الجيش السوداني بمدينة الفاشر وسط تدهور ميداني ومعنوي

3 Min Read

كشفت مصادر عسكرية عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش السوداني بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، التي تشهد منذ أكثر من عام اشتباكات مستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

بحسب المصادر، بلغ عدد القتلى من عناصر الفرقة السادسة مشاة – القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش في الفاشر – نحو 8600 جندي وضابط منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 وحتى نهاية أغسطس 2025.
وأوضحت التقارير أن من بين القتلى ألف ضابط، فيما يشكل ضباط الصف النسبة الأكبر من الضحايا. وتعد هذه الأرقام من أعلى معدلات الخسائر المسجلة في صفوف القوات النظامية منذ بداية النزاع.

ووفق إفادات لثلاثة من ضباط قيادة الفرقة السادسة، فإن عدد الجرحى بلغ 2400، معظمهم أصيبوا بجروح بالغة أدت إلى إعاقات دائمة، وتم نقلهم من خطوط القتال.
ويقول الضباط إن القصف المدفعي المكثف والطائرات المسيّرة زادت من الخسائر في صفوف الجيش، في ظل استمرار المعارك داخل مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى تدهور الوضعين العسكري والإنساني في المدينة.

أفادت المصادر بأن قوات الدعم السريع حققت تقدماً داخل عدد من الأحياء السكنية في الفاشر، وسط استمرار عمليات القصف على مواقع الجيش والمناطق المدنية.
وأشار التقرير إلى أن هذه التطورات الميدانية أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين باتجاه مناطق أكثر أمانًا في محليات مليط وطويلة وكورما وجبل مرة، في وقت يواجه فيه السكان أوضاعًا إنسانية متدهورة بسبب الحصار ونقص المواد الأساسية.

أحد ضباط الفرقة كشف للموقع عن فرار أكثر من 3000 جندي من مواقع القتال خلال الأشهر الماضية، موضحًا أن أغلبهم من الوحدات المساندة للفرقة السادسة.
وأضاف أن الضغوط النفسية والمعيشية داخل المدينة، إضافة إلى طول أمد الحرب، تسببت في حالات انهيار معنوي ونفسي بين الجنود، في ظل نقص الإمدادات والدعم اللوجستي.

تشير تقارير من وزارة الصحة إلى أن أكثر من 300 مدني قُتلوا وأُصيب المئات خلال الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة القصف المتبادل داخل المدينة.
كما أدى استمرار القتال إلى توقف 95% من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، فيما تعمل المنشآت المتبقية بقدرات محدودة بسبب نقص الأدوية والكوادر.
إضافة إلى ذلك، توقفت شبكات المياه والكهرباء بشكل شبه كامل، ما جعل الأوضاع المعيشية داخل المدينة بالغة الصعوبة.

تخضع مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 إلى حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع في إطار سعيها للسيطرة على آخر قاعدة رئيسية للجيش في إقليم دارفور.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الحصار أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والعسكرية داخل المدينة، وسط غياب أي حلول سياسية أو تدخل دولي فعال لوقف التصعيد.
تؤكد التطورات الميدانية في الفاشر أن الوضع العسكري والإنساني بلغ مرحلة حرجة، مع خسائر كبيرة في صفوف الجيش وتدهور البنية التحتية والخدمات. ومع استمرار الحصار وتصاعد المعارك، تبقى المدينة في مواجهة مستقبل غامض، ما لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة.

Share This Article