شهدت أسواق الصرف في السودان اليوم الأربعاء قفزة تاريخية جديدة في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، حيث سجل الدولار الأمريكي في السوق الموازي 3613 جنيهاً، بزيادة قدرها 3.23% مقارنة ببداية سبتمبر الماضي. ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الداخلية وتفكك النظام المصرفي، ما جعل السوق الموازي المرجع الرئيسي لتحديد قيمة العملة، مع غياب دور البنك المركزي.
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، فقد الجنيه السوداني أكثر من 545% من قيمته أمام الدولار، إذ كان سعره قبل الحرب لا يتجاوز 560 جنيهاً. هذا الانهيار يعكس ليس فقط ضعف العملة، بل أيضاً انهيار الثقة فيها كوسيلة للتبادل ومخزن للقيمة، وهو ما ضاعف الأعباء الاقتصادية على المواطنين.
أسعار العملات في السوق الموازي (01/10/2025)
العملة | سعر البيع | سعر البيع (01/09/2025) | نسبة التغيير |
---|---|---|---|
الدولار الأمريكي | 3613 | 3500 | ↑ 3.23% |
الريال السعودي | 963.46 | 933.33 | ↑ 3.22% |
الجنيه المصري | 74.98 | 71.97 | ↑ 4.19% |
الدرهم الإماراتي | 984.46 | 953.67 | ↑ 3.22% |
اليورو | 4250.58 | 4069.76 | ↑ 4.44% |
الجنيه الإسترليني | 4882.43 | 4729.73 | ↑ 3.23% |
الريال القطري | 992.58 | 961.53 | ↑ 3.23% |
أسعار الشراء في السوق الموازي (01/10/2025)
العملة | سعر الشراء | سعر الشراء (01/09/2025) | نسبة التغيير |
---|---|---|---|
الدولار الأمريكي | 3550 | 3450 | ↑ 2.89% |
الريال السعودي | 946.66 | 920 | ↑ 2.90% |
الدرهم الإماراتي | 967.30 | 940.05 | ↑ 2.90% |
اليورو | 4176.47 | 4011.62 | ↑ 4.11% |
الجنيه الإسترليني | 4797.29 | 4662.16 | ↑ 2.89% |
الجنيه المصري | 73.68 | 70.94 | ↑ 3.85% |
الدينار البحريني | 9342.10 | 9078.94 | ↑ 2.89% |
الريال القطري | 975.27 | 947.80 | ↑ 2.89% |
الريال العماني | 9350 | 9100 | ↑ 2.75% |
الدينار الكويتي | 11451.61 | 11129.03 | ↑ 2.89% |
قراءة تحليلية: انهيار متسارع رغم الاستقرار المؤقت
تشير البيانات إلى أن أسعار العملات ارتفعت خلال سبتمبر بنسبة تراوحت بين 2.75% و4.44%، رغم وجود فترات قصيرة من الاستقرار. هذا يوضح أن أي هدوء في السوق ليس مؤشراً على التعافي، بل مجرد توقف مؤقت في مسار الانحدار النقدي.
في البنوك التجارية، ظل الدولار قريباً من 2600 جنيه، ما يعكس الفجوة الواسعة بين السوق الرسمي والموازي. هذه الفجوة تضعف قدرة الدولة على التدخل وتزيد من اعتماد التجار والمواطنين على السوق الموازي.
وفق تقديرات خبراء ماليين، إذا استمرت الحرب دون حلول سياسية أو تدخل دولي، فإن الجنيه مهدد بفقدان وظيفته النقدية بشكل كامل، مع توقعات بوصول سعر الدولار إلى ما يتجاوز 5000 جنيه خلال الربع الأول من 2026، على غرار أزمات انهيار نقدي شهدتها دول مثل فنزويلا وزيمبابوي.