نددت الحكومة السودانية والجيش بإعلان تحالف السودان التأسيسي بقيادة قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها غربي البلاد، واعتبرت الخطوة غير شرعية ومحاولة لتقويض السيادة الوطنية، داعية المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بها وإدانتها بشكل صريح.
وفي بيان رسمي، وصفت وزارة الخارجية السودانية ما أُعلن بأنه “حكومة وهمية”، معتبرة أن إعلانها “تجاهل صارخ لمعاناة الشعب السوداني، الذي تعرض لانتهاكات جسيمة على يد قوات الدعم السريع”، على حد تعبير البيان.
من جانبه، قال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، إن ما وصفه بـ”حكومة المليشيا” هو “تمثيلية سمجة لخليط مشوه من الجهلة والعملاء ومجرمي الحرب”، معتبرًا أن الإعلان يأتي ضمن محاولات لشرعنة مشروع غير قانوني مدعوم من قوى خارجية. وأضاف عبد الله أن “أحلام الانفصال والتقسيم ستتبدد”، مؤكداً أن السودان سيبقى موحداً، وأن أي مشروع موازٍ “لن يصمد أمام الواقع العسكري والسياسي”.
وأعربت الخارجية السودانية عن قلقها من سماح كينيا لقوات الدعم السريع بعقد اجتماعاتها التمهيدية لإعلان الحكومة على أراضيها، معتبرة ذلك انتهاكًا لسيادة السودان، ومخالفًا لمبادئ الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد التي تدعم وحدة السودان وسلامة أراضيه. ودعت الوزارة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي إلى رفض هذا الكيان الموازي، ووصفت أي اعتراف به بأنه “تعدٍّ على حكومة السودان الشرعية وعلى سيادتها”.
وفي سياق متصل، قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، إن إعلان الحكومة الموازية لم يحمل جديدًا سوى “محاولة توزيع مسؤولية الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع على حلفائها”، مشيراً إلى أن هذه التحالفات لا تُخفي واقع الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين. أما المتحدث باسم مجلس الصحوة الثوري السوداني، أحمد محمد أبكر، فاعتبر أن الإعلان محاولة يائسة للضغط على الحكومة السودانية للدفع نحو التفاوض، بعد أن فشلت قوات الدعم السريع في السيطرة على السلطة بالقوة.
وكان تحالف “تأسيس” قد أعلن، مساء السبت، عن تشكيل مجلس رئاسي بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” وتسمية محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، وتعيين حكام لعدد من الأقاليم في إطار حكومة بديلة، ما أثار ردود فعل واسعة النطاق على المستويين المحلي والإقليمي.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه الحرب بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، مخلّفة أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، في ظل تراجع دعم قوات الدعم السريع في عدد من الولايات، خاصة مع تقدم الجيش في الخرطوم والنيل الأبيض.