اشتكى مواطنون في الخرطوم من الارتفاع الكبير في أسعار أدوية علاج حمى الضنك، خاصة المحاليل الوريدية (البندول) التي تراوحت أسعارها بين 3 و4 آلاف جنيه للمحلول الواحد. ويقول أطباء إن المريض قد يحتاج ما بين 10 إلى 15 محلولًا بحسب حالته، مما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر محدودة الدخل.
أوضح الناشط المجتمعي مصعب الجاك أن الإصابات بحمى الضنك والملاريا تتزايد بشكل يومي، مشيرًا إلى أن أغلب من يخضعون للفحص الطبي يكتشف إصابتهم بأحد المرضين. وأضاف أن بعض الحالات تصل المستشفيات في مراحل متقدمة، مع انخفاض ملحوظ في الصفائح الدموية، مما يزيد خطر المضاعفات والوفاة.
خصص مستشفى محمد الأمين قسمًا كاملًا لاستقبال مرضى حمى الضنك، إلى جانب مستشفيات أمدرمان، النو، وبر الولدين. وأكد الجاك أن الأدوية متوفرة، لكن ارتفاع أسعارها يمثل التحدي الأكبر أمام المرضى، خصوصًا في مدينة بحري حيث وجه الأهالي نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية لتوفير المحاليل الوريدية.
وأشار الجاك إلى أن منطقة شمبات سجلت حالتي وفاة بسبب الحاجة إلى صفائح دموية، موضحًا أن الحصول على صفيحة واحدة يتطلب التبرع بأربع زجاجات دم. وانتقد حملات الرش التي نفذتها وزارة الصحة الاتحادية، واعتبرها محدودة الأثر في الحد من تكاثر البعوض. كما لفت إلى أن مياه الأمطار وأماكن تخزين المياه في الأحياء أسهمت في توفير بيئة ملائمة لانتشار يرقات البعوض الناقل للمرض.
وأكد أن المرض بات واسع الانتشار إلى درجة أن بعض الأسر تصاب كاملة بحمى الضنك أو الملاريا في الوقت نفسه، مضيفًا أن جميع أفراد أسرته المكونة من ستة أشخاص أصيبوا بالمرض ويخضعون للعلاج حاليًا.