قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، في تقرير أصدرته يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، إن معدلات سوء التغذية الحاد في السودان وصلت إلى مستويات تفوق عتبة الطوارئ في أكثر من 60% من المناطق التي شملتها المسوحات الميدانية.
وأوضحت المنظمة أن 38 مسحًا للتغذية والوفيات أُجري بين يناير ويوليو 2025، أظهر أن معظم المناطق التي تمت دراستها تجاوزت العتبة الطارئة البالغة 15%، فيما سجلت 80% من مناطق دارفور مستويات حرجة، خصوصًا في ولاية شمال دارفور.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الغذائي والصحي يتفاقم بسرعة، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى 315,454 طفلًا خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 48.4% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وأضافت «يونيسف» أن الأزمة الإنسانية أجبرت قطاعًا واسعًا من السودانيين على الاعتماد على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية بشكل متقطع، بعد أن دمر النزاع الدائر منذ أبريل 2023 سُبل العيش في الريف والمدن على حد سواء.
كما لفت التقرير إلى أن أزمة التعليم لا تزال حادة، إذ يوجد نحو 14 مليونًا من أصل 17 مليون طفل في سن الدراسة خارج النظام التعليمي، مع تركز النسبة الأكبر في ولايات دارفور وكردفان.
وأكدت المنظمة أن خطة الاستجابة الخاصة بها، والبالغة مليار دولار، لم يُموَّل منها سوى 38% فقط حتى الآن، مشيرة إلى أنها تسعى من خلالها إلى دعم 13.1 مليون شخص، بينهم 8.7 مليون طفل، عبر برامج تشمل التعليم والصحة والتغذية وحماية الطفل والمياه والصرف الصحي والمساعدات النقدية.
ويأتي هذا التقرير في وقت يواجه فيه السودان أزمات متداخلة تشمل الصراع المسلح، انتشار الأمراض، انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى الفيضانات الواسعة، وهو ما يضع ملايين الأطفال والأسر أمام تحديات إنسانية غير مسبوقة.