نعت القوات المسلحة السودانية، اليوم، الفريق أول طيار محمد عبد القادر الحاج، رئيس أركان القوات الجوية، الذي وافته المنية في العاصمة المصرية القاهرة بعد صراع طويل مع المرض. ويعد الفقيد أحد أبرز القيادات العسكرية في تاريخ القوات الجوية السودانية، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير قدراتها الدفاعية وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. بدأ الفريق أول محمد عبد القادر الحاج مسيرته في القوات المسلحة كطيار مقاتل، وتدرج في المناصب حتى تقلد قيادة القوات الجوية، حيث أشرف على عدة عمليات جوية استراتيجية أسهمت في حماية المجال الجوي السوداني خلال الفترات الحرجة.
وكان من أبرز إنجازاته تحديث أسطول الطائرات الحربية، والعمل على إدخال تقنيات جديدة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي، إلى جانب تأهيل الكوادر الجوية عبر برامج تدريب متقدمة، بالتعاون مع دول صديقة. وعرف الحاج بقيادته الحكيمة وإدارته للأزمات الجوية بكفاءة، خاصة خلال النزاعات المسلحة التي شهدها السودان في السنوات الأخيرة. كما لعب دوراً محورياً في تطوير عقيدة القتال الجوي السودانية، ما جعله أحد الركائز الأساسية في سلاح الجو الحديث.
وأعرب زملاؤه في القوات الجوية عن حزنهم العميق لفقدانه، مشيرين إلى أن رحيله يعد خسارة كبيرة للمنظومة العسكرية السودانية، في وقت لا تزال البلاد تواجه تحديات أمنية تتطلب خبرات بحجم خبراته.
عقب إعلان وفاته، انهالت برقيات التعزية من القيادات العسكرية والسياسية، حيث أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني وكبار قادة الجيش عن بالغ حزنهم، مشيدين بتضحياته في خدمة الوطن. وكما أصدرت القوات الجوية بياناً رسمياً أكدت فيه أن الفقيد سيظل حاضراً في وجدان العسكريين، وأن ما قدمه سيبقى إرثاً يستفيد منه الأجيال القادمة من الطيارين والضباط.
برحيل الفريق أول طيار محمد عبد القادر الحاج، تخسر القوات الجوية السودانية أحد أبرز قادتها، في وقت تمر فيه المؤسسة العسكرية بمرحلة دقيقة تتطلب إعادة ترتيب الأوراق على مستوى القيادة والتخطيط الدفاعي. وستبقى سيرته نموذجاً للالتزام العسكري والانضباط، حيث ترك بصمته في سجل القوات المسلحة السودانية.
اللهم اغفر له وارحمه، وأسكنه فسيح جناته.
