دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان صادر الاثنين، قادة العالم المشاركين في مؤتمر لندن الدولي بشأن السودان، إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات التي يشهدها السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، ويُعقد المؤتمر، الذي تستضيفه كل من المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، وألمانيا، في ظل أزمة إنسانية متصاعدة في البلاد، حيث تشير تقارير أممية ومنظمات حقوقية إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني.
وأشارت المنظمة إلى أن المملكة المتحدة، بصفتها أحد الجهات الراعية للمؤتمر، يمكن أن تلعب دوراً محورياً من خلال الاستفادة من تحركاتها السابقة في مجلس الأمن لتعزيز النقاشات حول حماية المدنيين. كما دعت الدول المشاركة إلى تبنّي تعهدات ملموسة بشأن دعم جهود الحماية وتعزيز آليات المساءلة، بما في ذلك دعم التحقيقات الجارية من قبل المحكمة الجنائية الدولية وبعثة تقصي الحقائق الأممية، وتسهيل دخول المراقبين المستقلين إلى السودان.
وشددت هيومن رايتس ووتش على ضرورة اتخاذ تدابير فعّالة للحد من تدفق الأسلحة إلى أطراف النزاع، إضافة إلى تقديم دعم مباشر لعمال الإغاثة المحليين والكوادر الصحية، والاعتراف علناً بالدور الحيوي الذي يقومون به في ظل الظروف الراهنة، كما أكدت المنظمة أن الهجمات المتكررة على المنشآت الطبية والعاملين في القطاع الصحي تُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى التأكيد على أن هذه الجرائم ستُقابل بعواقب واضحة.
وفيما يتعلق بالانتهاكات، ذكرت هيومن رايتس ووتش أن طرفي النزاع، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ارتكبا انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون، العنف الجنسي، والنهب، إلى جانب تدمير منشآت مدنية حيوية، وسلّط البيان الضوء على ما وصفته المنظمة بعمليات تطهير عرقي في غرب دارفور، متهمة قوات الدعم السريع والمجموعات المرتبطة بها بارتكاب انتهاكات أدت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وتشريد ما يُقدر بـ12.9 مليون شخص، فيما يواجه نحو نصف سكان السودان خطر الجوع الحاد.
وأكد محمد عثمان، الباحث المتخصص في الشأن السوداني لدى هيومن رايتس ووتش، أن استمرار النزاع وعرقلة وصول المساعدات تسببا في أزمة إنسانية تُعد من بين الأسوأ عالمياً، داعياً القادة المشاركين في المؤتمر إلى تقديم التزامات قوية لتحسين الوضع الإنساني وحماية السكان المدنيين، وتأتي هذه الدعوات في وقت يشهد السودان تصاعداً مستمراً في الأوضاع الإنسانية والأمنية، وسط جهود إقليمية ودولية متواصلة لإيجاد مخرج سياسي للنزاع.