مع اقتراب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من دخول عامه الثاني تظل البلاد غارقة في أزمة إنسانية غير مسبوقة وسط غياب أي بوادر لإنهاء الحرب في خضم هذه الأحداث أعلن الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تكون نقطة تحول رئيسية في مسار الصراع.
أهمية القصر الرئاسي في الذاكرة الوطنية
يُعد القصر الرئاسي رمزاً للسيادة الوطنية منذ تشييده في عهد خورشيد باشا عام 1832 حيث شهد العديد من المحطات التاريخية الكبرى من بينها رفع علم استقلال السودان في الأول من يناير 1956 وفقاً للمحلل السياسي وليد علي فإن السيطرة على القصر ليست مجرد انتصار عسكري بل هي علامة فارقة في الحرب حيث إن تحرير القصر من قبضة قوات الدعم السريع رفع معنويات الجيش السوداني وأصاب مقاتلي الدعم السريع بالارتباك.
التأثير الميداني والمعنوي للسيطرة على القصر
يؤكد وليد علي أن سقوط القصر الجمهوري أدى إلى تحولات كبيرة على الجبهات الأخرى حيث أعطى دفع معنوي للقوات المسلحة بينما زاد من تشتت قوات الدعم السريع التي باتت تهيم في شوارع الخرطوم دون غطاء استراتيجي واضحاً ولفت إلى أن سكان الخرطوم والمناطق الوسطى والشمالية احتفلوا بهذا التقدم نظراً لممارسات قوات الدعم السريع الوحشية في تلك المناطق ورغم ذلك يرى علي أن الحرب قد تتخذ مسارات مختلفة في إقليم دارفور وجنوب وغرب كردفان حيث تمتلك قوات الدعم السريع حواضن اجتماعية قد تمنحها القدرة على الاستمرار في القتال لفترة أطول.
انسحاب تكتيكي أم هزيمة ميدانية؟
على الجانب الآخر اعتبرت لنا مهدي عضو الهيئة القيادية في القوى المدنية المتحدة قمم أن انسحاب قوات الدعم السريع من القصر الرئاسي كان تحركاً تكتيكياً مدروساً وليس هزيمة وقالت في حديثها الانسحاب لم يكن عشوائياً بل خطوة تهدف لإعادة ترتيب الصفوف وتركيز الهجوم على مناطق أخرى أكثر استراتيجية وبعد ساعات فقط تمكنت قوات الدعم السريع من تحقيق انتصارات في مناطق مختلفة مثل المالحة وأجزاء من ولاية الجزيرةوأضافت أن هذا التكتيك يعكس مرونة قوات الدعم السريع وقدرتها على تغيير موازين القوى مما يبرز أهمية إدارة المعركة بذكاء وليس فقط بالسيطرة الميدانية.
ما هو السيناريو القادم؟
وسط هذه التطورات يواجه السودان مستقبلاً غامضاً مع استمرار القتال في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى ويشير الخبراء إلى أن عدم وجود حل سياسي شامل قد يؤدي إلى تعميق الأزمة وربما يفتح الباب أمام مزيد من التفكك والانقسامات ويبقى السؤال الرئيسي هل سيكون سقوط القصر الجمهوري نقطة التحول الحاسمة في الحرب أم مجرد معركة ضمن صراع طويل الأمد قد يعيد تشكيل المشهد السوداني.