أعربت إحدى المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني عن بالغ أسفها وصدمتها إزاء الهجوم الذي تعرّض له مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، مساء الجمعة، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا في صفوف موظفيها، وتسبّب في أضرار واسعة طالت المرافق الإنسانية والبنية التحتية داخل المخيم وفي بيان رسمي نشرته عبر قنواتها الإعلامية، قالت المنظمة إن الهجوم وقع أثناء تقديم طواقمها للخدمات الصحية والإغاثية داخل المخيم، والذي يُعد من أكبر مراكز النزوح في الإقليم، ويعتمد عليه آلاف المدنيين للحصول على المساعدات الأساسية.
وأشارت المنظمة إلى أن الهجوم أسفر عن تدمير السوق المركزي بالمخيم، إضافة إلى دمار شامل لعدد كبير من المساكن المؤقتة، مما فاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل، وأدى إلى توقف مؤقت لبعض الأنشطة الإغاثية. كما أكدت أن إحدى العيادات الميدانية التابعة لها، إلى جانب عدد من المرافق الصحية في مدينة الفاشر المجاورة، تعرّضت لأضرار مباشرة وأفاد البيان بأن تسعة من موظفي المنظمة لقوا حتفهم خلال الهجوم، من بينهم أطباء، وسائقو سيارات إسعاف، وقائد فريق ميداني، ووصفت المنظمة هذه الخسارة بأنها مأساة كبيرة، معتبرة أنها ضربة موجعة لجهودها المستمرة في تقديم العون الإنساني بالمنطقة.
وشددت المنظمة على أن الهجوم يمثّل تهديداً مباشراً لسلامة العاملين في المجال الإنساني، ويزيد من صعوبة إيصال المساعدات الحيوية إلى الفئات الأشد ضعفاً، لاسيما في ظل الظروف الأمنية الهشة وقدّمت المنظمة تعازيها لأسر الضحايا ولجميع المتضررين من تصاعد أعمال العنف في مخيم زمزم، مؤكدة أنها تواصل التحقيق في ملابسات الحادث رغم التحديات الأمنية، كما جدّدت التزامها بمواصلة العمل الإنساني في السودان، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه ولاية شمال دارفور تصاعداً في وتيرة الاشتباكات، ما ينعكس سلباً على قدرة المنظمات الدولية على تنفيذ برامجها، ويهدد بحدوث كارثة إنسانية أوسع إذا لم تتوفر ضمانات لحماية المدنيين والمنشآت الإنسانية.