أكد الدكتور بدرالدين الجزولي، المدير العام للصندوق القومي للإمدادات الطبية، أن الصندوق تمكن من تقديم الخدمات الدوائية الطارئة في المناطق الحرجة خلال فترة الحرب، عبر فروعه المنتشرة بالولايات، حيث تم توفير أدوية الطوارئ وعلاج أمراض الكلى والسرطان والقلب، إلى جانب المستهلكات الخاصة ببنوك الدم، وذلك ضمن خطة الطوارئ التي وضعتها وزارة الصحة، وأوضح الجزولي، عقب عودته من زيارة ميدانية لولاية الجزيرة، أن الصندوق دخل الآن مرحلة جديدة من التعافي وإصلاح ما خلفته الحرب، مع استعادة النظام القومي للإمدادات الطبية تدريجياً.
وأشار إلى أن الصندوق كان من أوائل المؤسسات التي وضعت استراتيجية قومية لاستعادة نظام الإمداد الدوائي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والتي رسمت خارطة طريق للمرحلة المقبلة، وأضاف أن نظام اللامركزية الذي اعتمدته الإمدادات الطبية بإنشاء فروع بالولايات ساعد على استمرار توزيع الأدوية خلال الأزمة، وكشف الجزولي عن اكتمال الترتيبات لبناء وتجهيز مستودعات إقليمية في مدن مدني، ربك، وعطبرة، مشيراً إلى بدء تنفيذ مشروع إنشاء غرفة محورية بولاية الجزيرة، مع استدعاء الكوادر اللازمة.
وحول الأضرار، أوضح الجزولي أن المقر الرئيسي للصندوق في الخرطوم تعرض لدمار شامل جراء الاعتداءات، ما أدى إلى فقدان معظم المخازن وعربات النقل والمعدات الإدارية والطبية، وأكد وجود تنسيق مع حكومة ولاية الخرطوم لتوفير الحماية الأمنية لمقر الصندوق، إضافة إلى الاتفاق مع منظمة “سواعد الأوطان” لفرز وتصنيف المعدات المتبقية، وتنظيم حملة نظافة شاملة وجمع المستندات المتناثرة.
وأشار إلى إرسال فريق فني لتقييم صلاحية الأدوية والمعدات الطبية المتبقية، وإعداد تقرير مفصل بحجم الخسائر وتقدير التكلفة المالية لجهود الاستعادة، كما أعلن الجزولي عن تنسيق جاري مع سلطات رقابة العربات الحكومية لجمع عربات الصندوق التي ظهرت في ولايات مختلفة، مؤكداً أن العمل جاري لتجهيز وتأهيل بعض المخازن لاستئناف توزيع المنتجات الطبية من رئاسة الصندوق في الخرطوم خلال الفترة المقبلة.