يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين مشاورات مغلقة لمناقشة التطورات الأخيرة في ملف السودان، وذلك بناءً على طلب من المملكة المتحدة. تهدف هذه الجلسة إلى مراجعة الوضع الراهن في السودان في ظل استمرار النزاع والتحديات الإنسانية الكبيرة التي تواجه البلاد.
سيقدم المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، ومديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوجتين، إحاطة شاملة لأعضاء المجلس حول آخر المستجدات في السودان. من المتوقع أن تتناول الإحاطة عدة جوانب رئيسية، منها:
- الوضع الأمني: التطورات الميدانية الأخيرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتقييم شامل للحالة الأمنية في مختلف المناطق.
- الأزمة الإنسانية: تزايد أعداد النازحين داخلياً والمهاجرين عبر الحدود، بالإضافة إلى الوضع الغذائي والصحي المتدهور في البلاد.
- جهود الأمم المتحدة: الأنشطة والمبادرات الحالية التي تقودها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم للسكان المتضررين، والعوائق التي تواجهها هذه الجهود.
أدت الحرب المستمرة في السودان إلى نزوح ملايين الأشخاص وتفاقم الأزمة الإنسانية. ووفقاً للأمم المتحدة، يواجه أكثر من 26 مليون سوداني انعداماً حاداً للأمن الغذائي، فيما يوجد 750 ألف شخص على حافة المجاعة. حيث بدأ النزاع في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني في البلاد. تحاول الأمم المتحدة والشركاء الدوليون التوسط لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي شامل لإنهاء الصراع.
من المتوقع أن يدلي المبعوث الأممي رمطان لعمامرة بتصريحات حول الجهود المبذولة لتحقيق هدنة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. كما ستقدم ليزا دوجتين معلومات محدثة حول الاحتياجات الإنسانية العاجلة وأبرز التحديات التي تواجهها الفرق الإغاثية على الأرض. وتعقد هذه المشاورات في وقت حساس، حيث تأمل الدول الأعضاء في مجلس الأمن في تحقيق تقدم ملموس نحو حل النزاع وتخفيف معاناة الشعب السوداني. ستحدد نتائج هذه الجلسة مسار الجهود الدولية في الفترة المقبلة وتوجهاتها نحو السودان.
يعكس اجتماع مجلس الأمن اليوم الأهمية الكبيرة التي يوليها المجتمع الدولي للوضع في السودان. ومع استمرار النزاع وتدهور الأوضاع الإنسانية، يبقى الأمل معقوداً على التوصل إلى حلول فعالة تُخفف من معاناة الشعب السوداني وتُمهِّد الطريق لتحقيق سلام دائم.
