شن الطيران الحربي السوداني سلسلة من الغارات المكثفة على عدد من المدن في دارفور، مستهدفًا مناطق تسيطر عليها “قوات الدعم السريع”. تضمنت الغارات مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، ومدينة الطويشة شرق الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وكذلك مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة وسط السودان. وأسفرت الغارات عن وقوع عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك مستشفى الضعين المدني ومدارس كانت تؤوي نازحين، فضلاً عن منازل ومحال تجارية.
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تظهر حجم الخسائر البشرية والمادية. ووفقًا لشهادات مواطنين تحدثوا لوكالة “سينا” عبر مراسلنا ، فإن المناطق المستهدفة لم تكن تحوي أي تواجد لقوات “الدعم السريع”، وأدى القصف إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين العزل، ما أثار موجة غضب واسعة دفعت البعض للمطالبة بفرض حظر طيران لحمايتهم من الغارات الجوية والقصف العشوائي.
في سياق متصل، دعا الناطق باسم وفد تفاوض “قوات الدعم السريع” في مباحثات جنيف، محمد المختار، إلى فرض حظر طيران في المناطق التي تسيطر عليها قواته، مؤكدًا أن ذلك يمثل أولوية لضمان وصول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن وقف القصف الجوي هو إحدى النقاط الرئيسية في أجندة المباحثات، إلى جانب إيصال المساعدات الإنسانية، وهدنة لوقف إطلاق النار، وآلية مراقبة متفق عليها.
يُذكر أن “منظمة العفو الدولية” كانت قد طالبت في يوليو الماضي بفرض حظر على تسليح السودان يشمل كافة أنحاء البلاد، وليس فقط دارفور، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1591 الصادر عام 2005، ودعت المجتمع الدولي لتوقيع عريضة تطالب بحظر السلاح في السودان لحماية المدنيين.
تأتي هذه الغارات في ظل استمرار الحرب التي دخلت شهرها السادس عشر، وأسفرت حتى الآن عن مقتل الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، بينما نزح نحو 16 مليون سوداني داخليًا أو لجأوا إلى دول الجوار. وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن واحدًا من بين كل خمسة أشخاص داخل السودان نازح داخليًا، فيما فر نحو 2.3 مليون شخص خارج البلاد هربًا من القتال. كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” من أن السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني أكثر من 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 755 ألفًا يواجهون خطر المجاعة الحاد.