شهدت مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، بمنع مجموعات من المواطنين من مغادرة المدينة خلال الأيام الماضية، وسط تصاعد القتال وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة، فقد أوقف الجيش والقوات المشتركة، بمساندة أفراد من المقاومة الشعبية، مواطنين كانوا في طريقهم لمغادرة المدينة نحو بلدة طويلة، مشيرين إلى أن القرار جاء بدعوى الحفاظ على سلامة المدنيين في ظل المخاطر الأمنية المحتملة، أن مجموعة مسلحة أوقفته أثناء محاولته مغادرة المدينة مع أسرته، وطُلب منهم العودة إلى داخل الفاشر حتى تتضح الأوضاع، بحسب تعبيرهم وأن الأوضاع في المدينة تشهد تدهوراً ملحوظاً بسبب القصف المدفعي المستمر، ونقص حاد في الغذاء، الدواء، ومياه الشرب.
وذكرت تقارير أن مخيم أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر شهد حملة اعتقالات طالت عدداً من قادة ونشطاء النازحين، ووفقاً لتصريحات المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، فإن الاعتقالات التي جرت يوم 17 أبريل الحالي نفذها جهاز استخبارات الجيش بالتعاون مع عناصر من القوات المشتركة التابعة للحركات الموقعة على اتفاق “سلام جوبا”، على خلفية اتهامات بتحريض النازحين على مغادرة المخيم، وأضاف رجال أن المعتقلين، بحسب المنسقية، لم يرتكبوا أي مخالفات قانونية، مؤكداً أن الظروف الإنسانية داخل المخيم صعبة للغاية، خاصة مع استمرار القصف المدفعي الذي أودى بحياة عدد من المدنيين وألحق أضراراً بالبنية التحتية، إلى جانب أزمة مجاعة مستمرة منذ ديسمبر الماضي.
وأشار إلى أن مخيم “أبو شوك”، الذي يستضيف قرابة 190 ألف نازح، يعاني من نقص شديد في الغذاء والمياه، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، كما طالب الجهات المعنية بضمان حماية المدنيين ووقف استخدامهم كدروع بشرية، إلى جانب الإفراج عن المعتقلين، وتشهد ولاية شمال دارفور منذ أشهر موجة من النزوح الجماعي والاشتباكات المسلحة بين أطراف النزاع، وسط تحذيرات منظمات إنسانية من تصاعد الأزمة الإنسانية في الإقليم.