تداول ناشطون ووسائل إعلام محلية خلال الساعات الأخيرة مشاهد مصورة توثق حجم الدمار الذي لحق بمباني كلية الطب في جامعة الخرطوم، إحدى أعرق المؤسسات الأكاديمية في السودان وتُظهر اللقطات المتداولة مشاهد لعمليات نهب وتخريب واسعة، طالت المرافق الإدارية والمعامل والمكاتب، وسط حالة من الاستياء في الأوساط التعليمية والأكاديمية لما وصلت إليه أوضاع الحرم الجامعي جراء استمرار النزاع المسلح في العاصمة.
وتُعد جامعة الخرطوم، التي تأسست في بدايات القرن العشرين، من أبرز رموز التعليم العالي في السودان، وتحظى كلية الطب فيها بمكانة مرموقة على المستويين الوطني والإقليمي غير أن موقعها في قلب العاصمة جعلها عرضة مباشرة لتداعيات القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
ويأتي هذا التدمير ضمن سلسلة من الانتهاكات التي طالت مؤسسات تعليمية وصحية في مناطق النزاع، مما يثير قلقاً متزايداً بشأن مصير البنية التحتية التعليمية ومستقبل آلاف الطلاب في ظل غياب حلول سياسية تنهي الصراع ويطالب عدد من الأكاديميين والمهتمين بضرورة تحييد المؤسسات التعليمية من دائرة الاستهداف، وضمان حمايتها كجزء من الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على ضرورة صون المرافق المدنية في أوقات الحرب.