أصدر قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، يوم السبت أوامر مشددة لقواته لتعزيز حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، التزاماً بالتعهدات التي قدمها وفد قواته خلال محادثات جنيف التي عُقدت في أغسطس (آب) الماضي.
أوامر إدارية لحماية المدنيين
أعلن حميدتي عبر تدوينة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أنه أصدر توجيهات استثنائية لقواته، بما في ذلك قوة حماية المدنيين، تُلزمهم بالتقيّد بالتعليمات وقواعد الاشتباك المعتمدة أثناء العمليات العسكرية. وأكد أن هذه التعليمات تتماشى مع القانون الدولي الإنساني، مهدداً بمساءلة كل من يخالف هذه الأوامر قانونياً.
وجاء في تصريحاته: “أصدرت أمراً إدارياً استثنائياً لجميع القوات، بما فيها قوة حماية المدنيين، حول عدد من الالتزامات الخاصة بتعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية”. وأضاف أنه دعا جميع القادة الميدانيين في مختلف المستويات إلى الالتزام الكامل بهذه التعليمات، مع التأكيد على أن أي انتهاك سيؤدي إلى محاسبة قانونية.
انسجام مع نتائج محادثات جنيف
أوضح حميدتي أن هذه الأوامر الجديدة تأتي تنفيذاً لمخرجات محادثات جنيف الأخيرة، والتي أسفرت عن التزامات بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في المناطق المتضررة من النزاع. وأشار إلى أن هذه الأوامر تُصدر كل ثلاثة أشهر كجزء من التعليمات الروتينية التي تستند إلى أحكام قانون قوات الدعم السريع لعام 2017، وهي تأتي وفاءً لتعهدات قواته خلال محادثات جنيف.
تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين
في أغسطس الماضي، أعلن حميدتي تشكيل “قوة لحماية المدنيين” التي بدأت عملها بشكل فوري في ولايتي الخرطوم والجزيرة. هذه القوة، وفقاً لما قاله عمر حمدان، رئيس وفد قوات الدعم السريع في مفاوضات جنيف، تتألف من 27 عربة قتالية مدعومة بقوات مهنية مدربة للتعامل مع أي تجاوزات تحدث من قوات الدعم السريع.
التزامات بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية
أكد حميدتي خلال الأسبوع الماضي التزامه الكامل بمخرجات محادثات جنيف، التي قاطعها وفد الجيش السوداني، ومن ضمنها تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين. وتوصل طرفا الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى اتفاق على توفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية دون عوائق، إلى جانب الالتزام بحماية المدنيين وتطوير إطار عمل مشترك يضمن تنفيذ بنود “إعلان جدة” الذي يهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين في ظل استمرار الحرب التي استمرت لأكثر من عام ونصف.
قوافل المساعدات الإنسانية
استمرت قوافل المساعدات الإنسانية بالتوافد عبر معبر “أدري” على الحدود السودانية التشادية لتقديم الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب في إقليم دارفور غرب السودان. وذكرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يوم السبت، أن شاحنات تابعة لها نقلت 200 شحنة من المواد الإغاثية الأساسية إلى داخل السودان، كجزء من قافلة مساعدات الأمم المتحدة. تشمل هذه الإمدادات أغطية بلاستيكية، بطانيات، وأدوات مطبخ، تم توزيعها على الأسر المتضررة في ولاية غرب دارفور.
زيارة وفد الأمم المتحدة
يزور حالياً وفد رفيع من الأمم المتحدة السودان، بقيادة النائبة الخامسة للأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، وكبار المسؤولين من الوكالات الأممية الأخرى. وخلال اجتماع مع مجلس السيادة السوداني، جدد المجلس التزامه بفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، كما تم الاتفاق عليه في محادثات جنيف مع الشركاء الدوليين.
أشادت أمينة محمد بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية، خصوصاً بعد فتح معبر “أدري” لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين، مشيرةً إلى أن الأمم المتحدة ترحب بالتعاون المستمر من الحكومة السودانية لضمان وصول المساعدات الغذائية إلى المحتاجين.
تصريحات الحكومة السودانية
في سياق متصل، صرح وزير الخارجية السوداني، حسين عوض، بأن الحكومة السودانية كانت متوجسة من فتح معبر “أدري” في البداية، لكنها تعاونت في نهاية المطاف لفتح المعبر من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقال عوض في تصريحات صحافية: “رغم التوجس الأولي، تعاونت الحكومة السودانية في النهاية من أجل فتح المعبر وتأمين وصول الإغاثة”.
جهود مستمرة لإيصال المساعدات
يواصل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع في السودان، وسط توقعات باستمرار التدفق المتزايد للإمدادات عبر الممرات الآمنة التي تم الاتفاق عليها في محادثات جنيف.