في ظل تصاعد التوترات في السودان، توعد قائد “قوات الدعم السريع”، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بتصعيد جديد يهدف إلى منع الجيش السوداني من التحكم في مصير البلاد، مشيراً إلى خيارات متعددة قد يلجأ إليها لمواجهة رفض “جنرالات الجيش” المشاركة في مفاوضات جنيف. تصريحات حميدتي جاءت في ظل استمرار المباحثات في سويسرا التي دخلت يومها السادس دون تحقيق تقدم يُذكر، بسبب غياب الجيش السوداني ورفضه المشاركة في المحادثات ما لم تُلبَّى شروطه.
وفي تغريدة له على منصة “إكس”، توعد حميدتي بعدم السماح لمن وصفهم بـ”الجنرالات المرعوبين الذين هربوا من العاصمة” بالتحكم في مصير السودان. وأشار إلى “خيارات كثيرة” قد يضطر إلى تنفيذها إذا استدعت الضرورة.
من جانبه، يشترط الجيش السوداني للمشاركة في المفاوضات أن يتم تمثيله باسم “الحكومة” وتنفيذ “إعلان جدة الإنساني” الموقع في مايو 2023، والذي يتضمن خروج “قوات الدعم السريع” من المنشآت المدنية ومنازل المواطنين.
رغم غياب الجيش، استمرت المفاوضات بمبادرة أميركية ورعاية سعودية وسويسرية، وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وممثلين عن مصر والإمارات العربية المتحدة. وتهدف هذه المحادثات إلى وقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، إلا أن غياب الجيش السوداني جعل تحقيق هذه الأهداف أمراً بالغ الصعوبة.
في هذه الأثناء، أرسلت الحكومة السودانية المؤقتة، التي تتخذ من بورتسودان عاصمة لها، وفداً إلى القاهرة للبحث في كيفية تنفيذ “إعلان جدة الإنساني” مع المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريللو، وممثلين عن مصر. لكن حتى الآن، لم تصدر أي معلومات جديدة حول نتائج هذه المحادثات أو حول إمكانية مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف.
وفي بيان مشترك صدر عن الولايات المتحدة وسويسرا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، دعت الوفود المجتمعة في جنيف أطراف النزاع في السودان إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة بشكل عاجل، معربين عن قلقهم إزاء تزايد الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني. وأكد البيان مقتل 22 من عمال الإغاثة وإصابة 34 آخرين منذ اندلاع الحرب، وهو وضع وصفوه بأنه “غير مقبول”، داعين جميع الأطراف إلى احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والعمل من أجل الإنسانية.