تشهد أجزاء واسعة من السودان اليوم الإثنين، الأول من سبتمبر 2025 الموافق التاسع من ربيع الأول 1447هـ، حالة من عدم الاستقرار الجوي وفق ما أكده الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج. وتأتي هذه الأجواء تزامناً مع دخول منزلة “الخيرسال”، التي ترتبط عادة بزيادة فرص هطول الأمطار.
بحسب التوقعات، من المنتظر أن تتأثر ولايات عدة بأمطار متفاوتة الشدة، خاصة في جنوب ولاية نهر النيل والعاصمة الخرطوم، مع احتمالية امتداد الهطول إلى ولايات أخرى. وتُحذر السلطات من أن تفاوت الغزارة قد يؤدي إلى تشكل برك مياه أو سيول في بعض المناطق المنخفضة.
أوضح الحاج أن الفاصل المداري – وهو الخط الجوي الفاصل بين الكتل الهوائية الجافة والرطبة – يشهد نشاطاً ديناميكياً خلال الساعات الحالية، إذ يتراجع غرباً ويتقدم شرقاً ووسطاً، ويمر عبر شمال عطبرة وجنوب البحر الأحمر. هذه الحركة تعزز فرص تكوّن السحب الركامية الممطرة على المناطق الواقعة جنوب هذا الخط، وهو ما يفسر التوقعات بزيادة هطول الأمطار.
تأتي هذه التطورات في وقت يتزامن فيه موسم الأمطار مع تحديات إنسانية واقتصادية يعيشها السودان جراء الصراع المستمر منذ أبريل 2023. ويرى مراقبون أن أي زيادة في غزارة الأمطار قد تؤثر على أوضاع النازحين والمزارعين، فضلاً عن احتمالية تضرر البنية التحتية الضعيفة في بعض الولايات.
الهيئة العامة للأرصاد الجوية والراصدون المستقلون يوصون المواطنين بمتابعة نشرات الطقس بشكل مستمر، وأخذ الحيطة في المناطق التي قد تشهد هطولاً غزيراً أو سيولاً، خصوصاً في المناطق الزراعية والقرى الواقعة على مجاري الأودية.
الأجواء في السودان اليوم مرشحة لمزيد من الأمطار، بدرجات متفاوتة بين ولاية وأخرى. وبينما قد تحمل هذه الأمطار بشائر خير للمزارعين، إلا أنها في الوقت نفسه قد تزيد من تعقيد الوضع الإنساني في بعض المناطق المتأثرة بالصراع والنزوح، ما يجعل الاستعداد واليقظة ضرورة قصوى في المرحلة الحالية.
