شهدت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، صباح اليوم الأربعاء، تقلبات ملحوظة في السوقين الرسمي والموازي، حيث ارتفعت أسعار بعض العملات، من بينها الجنيه المصري والدولار الأمريكي، وسط استمرار الضغوط الاقتصادية التي تواجه البلاد، وبلغ سعر الدولار في السوق الموازي نحو 2780 جنيهاً للبيع و2730 جنيهاً للشراء، وسط نشاط كبير لتداول العملات الأجنبية في السوق السوداء، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار النقدي.
في غضون ذلك، سجلت البنوك المحلية زيادات تدريجية في أسعار الصرف الرسمية، مع توجهات واضحة من قبل التجار والمستوردين لتحويل أموالهم إلى العملات الصعبة، ما أدى إلى زيادة الطلب وشح العرض في السوق، ويعاني الاقتصاد السوداني من تراجع مستمر في قيمة الجنيه، مدفوعاً بعوامل عدة أبرزها التضخم المرتفع، والبطالة، والاعتماد الكبير على الواردات، لا سيما في قطاعات الوقود والسلع الغذائية، مما يزيد من الضغط على الاحتياطيات الأجنبية.
كما يشير خبراء اقتصاديون إلى أن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية يعود جزئياً إلى تحوّط رجال الأعمال وتحويل أموالهم إلى الخارج بحثاً عن بيئة اقتصادية أكثر استقراراً، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية على المستوى المحلي، ويُطالب مراقبون اقتصاديون بضرورة تبني سياسات مالية واضحة واستراتيجيات مستدامة تهدف إلى معالجة الاختلالات الاقتصادية وتحقيق استقرار في الأسواق المالية والنقدية، بما يخفف العبء عن كاهل المواطن السوداني ويضمن تدفق السلع والخدمات الأساسية.