في تطور جديد على ساحة الصراع العسكري بالسودان، أعلنت مجموعة من قبائل إقليم كردفان، وعلى رأسها قبيلة الكبابيش، عن تشكيل قوة مسلحة جديدة تحت مسمى “حلف الكرامة – درع كردفان”، وذلك بهدف مساندة القوات المسلحة السودانية في معاركها ضد قوات الدعم السريع، وسط تصاعد حدة المواجهات في ولايتي شمال وغرب كردفان، جاء هذا الإعلان من خلال بيان رسمي صدر عن الحلف، أكد فيه أن التكوين جاء كمبادرة وطنية من أبناء الإقليم، مشيرًا إلى أن هذا الحلف الجديد يستلهم تجربته من تشكيلات مشابهة مثل “درع السودان”، التي ظهرت في ولايات أخرى دعماً للجيش السوداني.
ودعا البيان المواطنين الراغبين في الدفاع عن الإقليم إلى الانخراط في معسكرات التدريب التي أقيمت في كل من محلية الدبة ومنطقة أم درابة، تمهيداً للمشاركة الفعلية في العمليات العسكرية، وأشار البيان إلى أن قوات “درع كردفان” بدأت بالفعل في المشاركة ضمن المحور العسكري الواقع على طريق الصادرات جبرة – بارا، وساهمت في استعادة السيطرة على عدة مناطق، من بينها:
- أم درابة
- الشعطوط
- رهد النوبة
- عد السدر
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه إقليم كردفان تصعيداً عسكرياً خطيراً، وسط اتهامات متبادلة بين أطراف النزاع بشأن الانتهاكات بحق المدنيين والبنية التحتية، ومن شأن بروز مثل هذه التشكيلات المسلحة المحلية أن يضيف بعداً جديداً للحرب الدائرة، سواء على المستوى العسكري أو الاجتماعي، خاصة في ظل ما يحمله من طابع قبلي، ويخشى مراقبون من أن يؤدي تكاثر الحشود المحلية المسلحة إلى مزيد من تعقيد المشهد الأمني، ما لم يتم ضبط وتوجيه هذه القوات ضمن إطار وطني جامع، يحول دون انزلاق البلاد نحو المزيد من التفكك والتناحر الأهلي.
تشكيل “درع كردفان” يحمل في طياته رسائل سياسية وميدانية، إذ يعكس رغبة بعض المكونات القبلية في الإمساك بزمام المبادرة على الأرض، والمشاركة المباشرة في حماية مناطقها، في ظل ما يعتبرونه تقاعساً أو عجزاً في صد الهجمات المتكررة، كما يشير إلى استمرار التوسع في سياسة “التجنيد الشعبي” لدعم القوات النظامية، والتي باتت سمة بارزة في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، ويبقى مستقبل هذا الحلف الجديد مرهوناً بمدى قدرته على التنظيم والانضباط، وكذلك بموقف الدولة من ظاهرة تعدد الفصائل المسلحة الموالية لها خارج الإطار الرسمي.
