أبدت السودان تجاوبًا مع الاشتراطات الجديدة التي فرضتها مصر لدخول السودانيين إلى أراضيها، والتي تتضمن تقديم شهادة تطعيم ضد شلل الأطفال لجميع الوافدين. وصرحت وزارة الصحة السودانية بأنها بدأت في اتخاذ الترتيبات اللازمة لتوفير هذه الاشتراطات الصحية، بما في ذلك توفير لقاحات شلل الأطفال لكافة الأعمار.
وكانت السلطات المصرية قد حدّثت مؤخرًا إجراءات الحجر الصحي في جميع نقاط الدخول الجوية والبرية والبحرية، لضمان سلامة جميع القادمين إلى أراضيها. واشترطت القاهرة، وفقًا لتصريح القنصلية المصرية في بورتسودان، على السودانيين الراغبين في السفر إلى مصر، تقديم شهادة صحية معتمدة من وزارة الصحة السودانية تفيد بتطعيمهم ضد شلل الأطفال (جرعة سولك) قبل الحصول على تأشيرة دخول. كما أوضحت أن هذه الشهادة يجب أن تكون صادرة قبل 4 أسابيع على الأقل من تاريخ الوصول إلى مصر، ولا تزيد عن 12 شهرًا.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تستضيف فيه مصر أكثر من نصف مليون سوداني، فروا من النزاع المستمر في السودان منذ أبريل 2023، بالإضافة إلى آلاف السودانيين الذين يقيمون في مصر منذ سنوات. وكانت مصر قد استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين على مدار سنوات طويلة، وهي تُعد أكبر دولة مجاورة للسودان استضافت السودانيين منذ اندلاع الحرب.
في اجتماع مع مسؤولين بوزارة الصحة الاتحادية، ناقش وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، الترتيبات الخاصة بتطبيق الاشتراطات الصحية الجديدة لدخول مصر. وأوضح أن تطعيم شلل الأطفال أصبح مطلبًا أساسيًا للحصول على تأشيرة السفر، وأن الوزارة بدأت في توفير اللقاحات في عدد من المراكز الصحية، بدءًا من سبتمبر.
ورغم بعض الانتقادات، لاقت هذه الاشتراطات تجاوبًا من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استفسر الكثيرون عن أماكن الحصول على التطعيم وكيفية استخراج الشهادات المطلوبة. ومع ذلك، أشار بعض المراقبين إلى أن هذه الاشتراطات قد تشكل عقبة أمام بعض السودانيين، نظرًا لصعوبة توفر التطعيمات في بعض المناطق الحدودية بسبب ظروف الحرب.
من جهته، أكد وزير الصحة السوداني أن الاشتراطات الصحية الجديدة تتماشى مع اللوائح الدولية لمنظمة الصحة العالمية، وهي تهدف بالأساس إلى حماية صحة المسافرين والمجتمع المستضيف. وأشار إلى أن الحكومة السودانية ستعمل بالتنسيق مع نظيرتها المصرية لتسهيل تطبيق هذه الإجراءات بما يضمن سلاسة حركة المسافرين بين البلدين.