انطلاق مفاوضات جنيف حول السودان في ظل غياب الجيش السوداني: دعوات للسلام وتنفيذ اتفاق جدة

3 Min Read

انطلقت اليوم في جنيف الجلسة الافتتاحية للمفاوضات الخاصة بالأزمة السودانية بمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع الدولي. حضر الاجتماع ممثلون عن الولايات المتحدة، سويسرا، السعودية، مصر، الإمارات، الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، حيث تم التركيز على ضرورة تفعيل اتفاق جدة لوقف إطلاق النار وإيجاد حلول للأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد. ومع ذلك، كان الغياب الواضح لممثلي الجيش السوداني إحدى أبرز النقاط المثيرة للجدل في هذه الجلسة.

شهدت الجلسة الافتتاحية حضورًا قويًا من قبل العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، حيث أكدت كل من الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة التزامها بدعم عملية السلام في السودان. وتعد هذه المفاوضات محاولة جديدة لإيجاد مخرج للأزمة المستمرة في السودان، والتي أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص وأزمة إنسانية خانقة.

رغم الحضور الدولي الكبير، كان غياب ممثلي الجيش السوداني عن الجلسة الافتتاحية مؤشرًا على تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في السودان. هذا الغياب أثار تساؤلات حول موقف الجيش من عملية السلام وفعالية الجهود الدولية في إقناع الأطراف السودانية المتنازعة بالجلوس على طاولة المفاوضات.

نقل مراسلنا في جنيف عن المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان أن الهدف الرئيسي من هذه الجلسة هو التأكيد على التزام الأطراف المتحاربة باتفاق جدة، الذي تم التوصل إليه في مايو 2023. وأوضح المبعوث أن تنفيذ هذا الاتفاق بشكل كامل هو الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وكما دعا المبعوث الأميركي جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك تمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المتضررين من النزاع. وأشار إلى أن الوقت قد حان لإسكات البنادق وإنهاء الصراع الذي يزعزع استقرار السودان ويعقد حياة ملايين السودانيين.

يُعتبر اتفاق جدة محطة مهمة في مسار المفاوضات السودانية، حيث ينص على عدة بنود تهدف إلى وقف القتال، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والتمهيد لحل سياسي شامل للأزمة. ومع ذلك، فإن تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية وعدم الثقة بين الأطراف المتنازعة.

يأتي هذا الاجتماع في وقت حرج، حيث يعاني السودان من أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع تزايد عدد النازحين وانعدام الأمن الغذائي. يرى المجتمع الدولي أن هذه المفاوضات قد تكون فرصة أخيرة لإعادة الاستقرار إلى السودان، ولكن النجاح يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.

رغم غياب الجيش السوداني عن الجلسة الافتتاحية، فإن المشاركة الدولية الواسعة في مفاوضات جنيف تعكس التزام المجتمع الدولي بمحاولة إنهاء الصراع في السودان. لكن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف المتنازعة على وضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، والالتزام بتنفيذ اتفاق جدة بشكل كامل. في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على أن تسهم هذه المفاوضات في إسكات البنادق وفتح صفحة جديدة نحو السلام والاستقرار في السودان.

Share This Article