حذر المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، من احتمالات توسع رقعة الحرب السودانية وتأثيرها على أمن واستقرار الإقليم بأكمله، مؤكداً أنه لا يمكن لأي طرف حسم النزاع عسكرياً. واتهم بيرييلو “قوى سلبية” في السودان، يقودها رموز النظام السابق وعناصر حزب المؤتمر الوطني (الذي كان حاكماً خلال فترة الرئيس المعزول عمر البشير)، بممارسة ضغوط على مجلس السيادة للاستمرار في الحرب بهدف استعادة السلطة، نظراً لضعف شعبيتهم.
في إيجاز إلكتروني للصحافيين، أشار بيرييلو إلى أن استمرار الحرب وتوسعها يهددان أمن الإقليم بأسره، وحث الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات السلمية. وأضاف أن “القوى السلبية” تحتاج إلى الحرب لتأمين مصالحها السياسية، واتهم بعض المسؤولين من النظام السابق بـ “تقويض” سلطة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وزعزعة الاستقرار في البلاد لتحقيق مكاسبهم الخاصة.
كما نبه بيرييلو إلى خطر انضمام مقاتلين أجانب لقوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن هؤلاء لا يملكون مصلحة في استقرار السودان، بل يسعون لتحقيق أرباح من استمرار الصراع. وأوضح أن هؤلاء اللاعبين السلبيين يمثلون تهديداً طويل الأمد لاستقرار الإقليم ويعيقون إيصال المساعدات الإنسانية.
واتهم بيرييلو الإعلام الغربي بتجاهل معاناة السودانيين، ووجه نداءً للصحافيين لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان. كما أشاد بمبادرة “متحدون” الدولية التي تضم الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيغاد”، والولايات المتحدة، والإمارات، والسعودية، ومصر، وسويسرا، والتي تعمل على تخفيف معاناة السودانيين.
وأوضح بيرييلو أن هناك حاجة إلى إرادة سياسية من طرفي النزاع لحل الأزمة، مشيراً إلى إمكانية اتخاذ “قرارات بديلة” للحد من الأعمال القتالية. وأكد على التزام الولايات المتحدة بدعم تطلعات السودانيين إلى بناء دولة ديمقراطية، وإعادة إعمار بلدهم، ووقف تدفق الأسلحة إلى طرفي القتال، مشيراً إلى أن استمرار تدفق السلاح قد يؤدي إلى تشظي السودان.
وأشار بيرييلو إلى دور مصر في استضافة اللاجئين السودانيين وأهمية دورها في حل الأزمة السودانية، مؤكداً على مرجعية “إعلان جدة الإنساني” كإطار للحل. ودعا المجتمع الدولي إلى وقف تسليح الأطراف المتنازعة والمساعدة في جهود إعادة إعمار السودان، لتحقيق سلام دائم واستقرار إقليمي.