كشف المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، عن خطوات جديدة متعلقة بوقف النزاع المستمر في السودان، والتي تركز على إعداد وتجهيز قوات تدخل أفريقية لحماية المدنيين. تأتي هذه الخطوة بعد تعثر محادثات جنيف الأخيرة، حيث رفض الجيش السوداني المشاركة، مما حال دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي تصريحاته، أوضح بيرييلو خلال لقاء في العاصمة الكينية نيروبي، حضره ممثلون عن المجتمع المدني، أن القنوات المفتوحة مع الاتحاد الأفريقي تهدف إلى تجهيز القوات الأفريقية للتدخل، إلا أنه أحجم عن تحديد توقيت محدد لتنفيذ هذا التدخل. وأضاف أن المجتمع الدولي عبر عن إجماع قوي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي على ضرورة وقف الحرب في السودان والعودة إلى المسار المدني الديمقراطي. ومع ذلك، أشار إلى أن الضغط الدولي على الطرفين المتحاربين ما زال غير كافٍ لتحقيق ذلك في الوقت الراهن.
وأوضح بيرييلو أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لإعادة فتح النقاش حول القضايا الجوهرية للسودانيين الساعين للسلام والتحول السلمي المدني. ولفت إلى أن الجيش السوداني بات أكثر عدائية تجاه العودة للحكم المدني، وأنه يعمل بدعم من الجماعات الإسلامية المقاتلة بجانبه لتحقيق انتصار عسكري كامل، وهو ما اعتبره بيرييلو غير ممكن.
جهود إنسانية مستمرة ووعود بتعزيز إيصال المساعدات
من جانب آخر، تناول بيرييلو الوضع الإنساني المتدهور في السودان، مشيرًا إلى استمرار النقاشات بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” حول فتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية، رغم العقبات المستمرة التي تعرقل وصولها. وأكد أن المحادثات التي جرت في جنيف في أغسطس 2023 أدت إلى التوصل لاتفاق حول فتح بعض المعابر، بما في ذلك معبر (أدري) على الحدود مع تشاد. لكن إيصال المساعدات لا يزال بطيئًا بسبب الأمطار الموسمية، حيث وصل فقط ثلثا الكميات المتفق عليها من المساعدات حتى الآن.
وأكد بيرييلو مساءلة “قوات الدعم السريع” عن الانتهاكات التي تُرتكب ضد المدنيين، مشددًا على ضرورة تحقيق تغيير حقيقي في تعاملها والتزامها بحماية المدنيين. ورغم التحديات الطبيعية واللوجستية، عبر المبعوث الأمريكي عن أمله في زيادة نسبة المساعدات الإنسانية خلال الفترة المقبلة مع تحسن الظروف الميدانية.
الدعم الأمريكي لن يتأثر بالانتخابات
فيما يتعلق بتفويضه كمبعوث أمريكي، أوضح بيرييلو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2024 لن تؤثر على جهوده في السودان، مؤكدًا أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يدعمان وقف الحرب وحماية المدنيين.
هذا التحرك يعكس التزام الولايات المتحدة والدول الأخرى بإنهاء الأزمة السودانية وتحقيق السلام في البلاد، لكن التحديات الميدانية والسياسية لا تزال كبيرة، وتتطلب مزيدًا من التنسيق الدولي والضغط على الأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول مستدامة.