شهدت الأسواق السودانية، اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025، قفزة كبيرة في أسعار صرف العملات الأجنبية، حيث لامس سعر الدولار الأميركي 3500 جنيه سوداني في السوق الموازي، في ارتفاع وصفه المتعاملون بـ”غير المسبوق”، وسط استمرار التذبذب الحاد في العرض والطلب.
هذا الارتفاع يعكس حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد السوداني، في ظل تراجع قيمة العملة المحلية واستمرار الضغوط التضخمية التي طالت جميع السلع والخدمات. وأفاد متعاملون في السوق بأن الأسعار تتغير بشكل متسارع على مدار اليوم، ما خلق حالة من الارتباك بين التجار والمستهلكين، خاصة مع ندرة النقد الأجنبي وصعوبة الحصول عليه.
من جانب آخر، يرى مراقبون أن استمرار صعود الدولار مقابل الجنيه السوداني ليس مجرد ظاهرة مؤقتة، بل هو انعكاس لأزمة هيكلية عميقة في الاقتصاد، مرتبطة بضعف السياسات النقدية والمالية، وتراجع الصادرات، واعتماد البلاد بشكل متزايد على الاستيراد. كما يشير الخبراء إلى أن غياب الاستقرار السياسي والأمني يزيد من تعقيد المشهد، ويغذي حالة عدم اليقين في الأسواق.
ويؤكد محللون اقتصاديون أن الوضع الحالي يتطلب إصلاحات جذرية وإجراءات عاجلة لوقف النزيف المستمر في قيمة الجنيه، مع ضرورة توفير سياسات تحفيزية تعيد الثقة للأسواق وتدعم الإنتاج المحلي، في وقت أصبح فيه المواطن السوداني الحلقة الأضعف، متأثراً بارتفاع الأسعار وتدهور قدرته الشرائية يوماً بعد يوم.
