الدعم السريع تتحدث عن «انتصارات ساحقة»… والجيش يحقق تقدماً في الخرطوم

3 Min Read

معلومات عن مقتل مئات في معارك طاحنة بالنيل الأزرق وصحراء دارفور

تشهد الحرب المستعرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تصعيداً غير مسبوق، حيث تتضارب البيانات الصادرة عن الجانبين بشأن المعارك التي تدور رحاها في ولايتي النيل الأزرق وشمال دارفور. وفي الوقت الذي تزعم فيه قوات الدعم السريع تحقيق انتصارات كاسحة، تؤكد القوات المشتركة التابعة للجيش أن معاركها انتهت بحسم لصالحها.

في منطقة بوط بولاية النيل الأزرق، أعلنت قوات الدعم السريع أنها نصبت كميناً محكماً للقوات المهاجمة التابعة للجيش السوداني. وأكدت مقتل 270 جندياً من الجيش والسيطرة على 12 مركبة قتالية وشاحنة محملة بالذخائر والمؤن، إضافة إلى تدمير عدد آخر من المركبات. زعمت هذه القوات أنها ألحقت خسائر فادحة بالجيش خلال محاولة الأخير استعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية، مما دفع ما تبقى من قوات الجيش إلى التراجع باتجاه مدينة الدمازين.

أما في ولاية شمال دارفور، فقد أصدرت قوات الدعم السريع بياناً ذكرت فيه أنها خاضت معارك في منطقة المالحة، حيث قضت على 300 من أفراد القوات المشتركة الموالية للجيش، واستولت على كميات من الأسلحة والذخائر، فضلاً عن مركبات قتالية تُجرى عملية حصرها حالياً. وأضاف البيان أن القوات المهاجمة تكبدت خسائر كبيرة قبل أن تلوذ بالفرار.

على الجانب الآخر، أعلنت القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح الموالية للجيش السوداني تحقيق انتصارات كبيرة خلال سلسلة معارك في شمال دارفور. وأكدت في بيان أن معاركها استمرت يوماً كاملاً شمال مليط، حيث تمكنت من القضاء على ثلاث قوات متحركة تابعة لـالدعم السريع، بينها قوات حاولت فك الحصار عن مليط. وفقاً لبيان القوات المشتركة، فقد تم القضاء على 460 من أفراد الدعم السريع، بينهم قادة ميدانيون بارزون مثل العميد فضل الناقي، وطه عثمان مدلل، والمقدم حامد دلدول. كما أشارت إلى تدمير 60 آلية عسكرية واستلام 39 آلية أخرى سليمة.

وفي ظل هذا التصعيد، جاءت مصادر مستقلة لتؤكد أن الطرفين تكبدا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. أوضحت المصادر أن قوات الدعم السريع فقدت أحد قادتها خلال معارك شمال دارفور، بينما كانت خسائر القوات المشتركة أكبر من حيث عدد القتلى والمعدات.

وفي العاصمة الخرطوم بحري، حقق الجيش السوداني تقدماً طفيفاً في منطقة شمبات الأراضي. ونجح في السيطرة على جزء من المربع 15 ضمن عملياته الرامية إلى استعادة السيطرة على وسط المدينة. ومع ذلك، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم أنحاء المدينة، رغم تقدم الجيش في الأحياء الشمالية منذ عبوره جسر الحلفايا في سبتمبر الماضي.

وفي سياق التصريحات المتضاربة، سخرت قوات الدعم السريع من قادة القوات المشتركة، ووصفت بياناتهم بـ”المضللة”، بينما رد مني أركو مناوي، قائد “حركة تحرير السودان” الموالية للجيش، بتهنئة قواته على ما وصفه بـ”انتصاراتها الكبيرة”، مؤكداً أنها كبّدت “الدعم السريع” خسائر فادحة ولقنتها درساً لا يُنسى.

في هذا المشهد المعقد، تبدو الحرب بين الجيش والدعم السريع كمعركة استنزاف طويلة الأمد، حيث لا يحقق أي طرف نصراً حاسماً. وفي ظل غياب أفق واضح للتفاوض أو الحلول السياسية، يُتوقع استمرار النزاع وزيادة المعاناة الإنسانية التي يتحملها المدنيون بشكل أساسي.

Share This Article