“الخرطوم”.. وثائقي يجسد معاناة السودانيين ويُبهر مهرجان صندانس

2 Min Read

في عرض لاقى صدى واسعًا بين النقاد والجمهور، نجح الفيلم الوثائقي السوداني “الخرطوم” في ترك بصمته داخل مهرجان صندانس السينمائي، أحد أبرز الفعاليات المخصصة للأفلام المستقلة عالميًا. الفيلم، الذي أخرجه فريق من المخرجين السودانيين إلى جانب البريطاني فيل كوكس، يعكس واقع الحياة اليومية في العاصمة السودانية الخرطوم، مسلطًا الضوء على قصص شخصيات تكافح للبقاء وسط حرب تمزق المدينة.

يروي الفيلم قصص خمس شخصيات مختلفة، تتنوع بين أم مكافحة تبيع الشاي والقهوة لتربية أطفالها، وطفلين يعيشان على جمع القوارير البلاستيكية، وشاب ثائر يستخدم دراجته النارية لإسعاف المصابين خلال الاحتجاجات، وموظف حكومي عادي يعكس حياة السودانيين البسطاء. هذه الشخصيات، التي كانت تعيش حياتها اليومية قبل اندلاع الصراع، باتت شاهدة على واحدة من أشد الأزمات الدموية في تاريخ السودان الحديث.

المخرجة راوية الحاج، أحد المشاركين في إخراج الفيلم، أكدت أن الهدف الأساسي من العمل هو إيصال رسالة للعالم مفادها أن الضحايا لم يكونوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل كانوا أمهات وآباء وأطفالًا لهم حكايات تستحق أن تُروى. وقالت في تصريح لـالعربية.نت: “الخرطوم ليس مجرد وثائقي عن مدينة، بل شهادة حية على صمودها. إنه محاولة لإبقاء ذكرياتها حية، رغم أن الحرب تحاول محوها”.

أحد أبرز مميزات الفيلم هو أسلوب تصويره غير التقليدي، حيث تم تسجيله بالكامل باستخدام هواتف آيفون، ما منح المشاهدين تجربة أكثر واقعية وقربًا من الأحداث الجارية. هذا الأسلوب أتاح للفيلم تقديم رؤية صادقة للحياة تحت القصف، بعيدًا عن أساليب التصوير الاحترافية التي قد تفقد العمل بعضًا من عفويته. حيث لاقى الفيلم اهتمامًا واسعًا داخل المهرجان، إذ أثار نقاشات بين الجمهور الأميركي حول الأوضاع في السودان، ودفع الكثيرين للبحث عن تفاصيل أكثر حول الأزمة. ويبدو أن العمل نجح في تحقيق هدفه، وهو لفت أنظار العالم إلى المعاناة اليومية للسودانيين.

“الخرطوم” ليس مجرد فيلم وثائقي، بل هو صرخة في وجه النسيان، وتذكير بصمود شعب لا يزال يحاول التمسك بالحياة وسط الدمار.

Share This Article