في أعقاب تقارير إعلامية تداولتها بعض المنصات حول مزاعم بتقديم عدد من دبلوماسيي سفارة السودان في العاصمة الإيرلندية دبلن طلبات لجوء سياسي، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا توضيحيًا نفت فيه صحة تلك المعلومات بشكل قاطع، مؤكدة أن السفارة تعمل بكامل طاقمها الدبلوماسي والإداري، وأن البعثة ملتزمة بممارسة مهامها وفق القواعد والأعراف الدبلوماسية المعمول بها.
وجاء في البيان الصادر من وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن “ما تم تداوله من مزاعم لا يستند إلى أي وقائع صحيحة، ويُعدّ من الأخبار المفبركة التي تهدف إلى التضليل”، مشيرة إلى أن طاقم السفارة في دبلن يواصل أداء مهامه بشكل طبيعي، ويمثل السودان رسميًا وفقاً للسياسات والتوجيهات الدبلوماسية.
وفي معرض الرد على ذكر أسماء بعينها في تلك التقارير، أوضحت الوزارة أن السفيرين عادل يوسف بانقا وعمر أورك الدين أنهيا خدمتهما بوزارة الخارجية بعد بلوغهما سن المعاش في عامي 2023 و2022 على التوالي، وأنهما لم يكونا ضمن الطاقم الدبلوماسي عند تداول هذه الأخبار. كما أشار البيان إلى أن المستشار محمد موسى البشير، الذي شغل منصب القائم بالأعمال بالإنابة سابقًا في السفارة، قد أكمل فترة عمله بالسفارة ويتهيأ للعودة إلى مهامه في وزارة الخارجية داخل السودان.
وأكد البيان أن “سفارة السودان في دبلن تعمل بشكل منتظم، ولم يتم تسجيل أي حالات خروج عن الالتزام الوظيفي أو السلوك المهني من قبل أعضاء البعثة”، داعية وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية، خاصة عند التعامل مع قضايا تمس تمثيل الدولة في الخارج.
وفي ختام البيان، حثّت وزارة الخارجية وسائل الإعلام المحلية والدولية على تجنب نشر ما وصفته بـ”الشائعات المغرضة التي تخدم أجندات مشبوهة”، مؤكدة أن مثل هذه الأخبار تسيء إلى العمل الدبلوماسي، وتؤثر سلبًا على صورة البلاد في الخارج، دون أن تستند إلى مصادر موثوقة أو تحقق من الوقائع.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مؤسسات الدولة السودانية تحديات متعددة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي تمر بها البلاد منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، ما يضع على عاتق البعثات الدبلوماسية مسؤوليات مضاعفة في الحفاظ على صورة الدولة وتمثيلها الخارجي.