أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها تمكنت من استعادة السيطرة على معظم مناطق العاصمة الخرطوم بعد عامين من القتال مع قوات الدعم السريع، التي كانت قد بسطت نفوذها على عدد من المواقع الاستراتيجية منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، ووفقاً لتقارير عسكرية، فإن استعادة القصر الرئاسي في منطقة المقرن يوم 21 مارس الماضي مثلت نقطة تحول بارزة في العمليات العسكرية، خاصة بعد تصريحات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعدم نية قواته الانسحاب من تلك المنطقة.
وكان دقلو قد ظهر في وقت سابق بزي عسكري معلناً عن تحولات جديدة في بنية قواته، مشيراً إلى تحالفات سياسية وعسكرية وصفها بالمهمة، مؤكداً أن المواجهات القادمة ستكون أكثر تعقيداً إلا أن الهجمات المتواصلة من قبل الجيش قلصت من قدرة قواته على الصمود في عدة جبهات، وبدأ الجيش السوداني هجوماً برياً واسع النطاق في أواخر سبتمبر 2024، مكنه من استعادة الجسور الرئيسية التي تربط أحياء العاصمة، مثل جسر الحلفايا وجسر الفتيحاب وجسر النيل الأبيض، ما ساعد في تضييق الخناق على قوات الدعم السريع.
إلى جانب التقدم في الخرطوم، أحرز الجيش تقدماً في ولايات أخرى، خاصة في ولاية سنار، حيث استعاد في أكتوبر الماضي السيطرة على جبل موية ومدن مثل الدندر والسوكي وسنجة، وأدى ذلك إلى تراجع قوات الدعم السريع جنوباً نحو حدود دولة جنوب السودان وشمالاً إلى ولاية الجزيرة، وفي يناير 2025، استعاد الجيش مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن يتوسع لاحقاً نحو محيط الخرطوم ويستعيد السيطرة على جسر سوبا في الشرق، ما عزز من قدرته على عزل الدعم السريع داخل مناطق محدودة في العاصمة.
قال قائد قوات العمل الخاصة في محور سنار، العميد فتح العليم الشوبلي، إن استعادة ولاية الجزيرة لعبت دوراً مهماً في الضغط الميداني على قوات الدعم السريع داخل الخرطوم، وساعدت في تسريع عمليات الاسترداد، وتستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مخلفة آلاف القتلى وملايين النازحين، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية. وتطالب منظمات دولية ودول مانحة بوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.