استعادت قوات الجيش السوداني منطقة الدندر الاستراتيجية بولاية سنار دون قتال، بعد انسحاب قوات الدعم السريع منها إلى بلدة سنجة المجاورة. سيطرة الجيش على هذه المنطقة تعد مهمة، حيث كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عليها منذ يوليو 2023 بعد سلسلة من المعارك.
وفقًا لمصادر محلية، انسحبت قوات الدعم السريع من المدينة نتيجة لعمليات حصار مكثفة من الجيش في مناطق قريبة مثل جبل موية، الذي سيطر عليه الجيش في 5 أكتوبر 2024. يُعتقد أن هذه التحركات حاصرت قوات الدعم السريع وقللت من قدرتها على الإمداد بالذخائر والوقود، مما اضطرها للانسحاب من الدندر.
تطورات في شرق الجزيرة
في شرق الجزيرة، اشتدت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع استمرار النزوح الجماعي للسكان المدنيين من مدن مثل تمبول ورفاعة. أفادت تقارير عن نزوح آلاف الأشخاص سيرًا على الأقدام هربًا من تصاعد العمليات الحربية، بعد انضمام اللواء أبوعاقلة كيكل إلى صفوف الجيش السوداني، ما زاد من حدة الصراع في المنطقة.
قوات الدعم السريع أعلنت السيطرة على مناطق جديدة في شرق الجزيرة وقتلت قائد القوة العسكرية الذي كان برتبة عميد. الاشتباكات في تمبول كانت من الأعنف، وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى في صفوف الجيش السوداني.
تحذيرات من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية
فيما حذر القادة السياسيون من خطر انزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة، خاصة مع تصاعد النزاعات المحلية والقبلية. أشار ياسر عرمان، رئيس “الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي”، إلى أن الحرب قد تتحول إلى “حرب الجميع ضد الجميع”، وهو ما يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان.
أوضاع إنسانية صعبة
النازحون من مناطق الصراع يعيشون أوضاعًا إنسانية قاسية، حيث أغلقت العديد من العائلات منازلها خوفًا من عمليات النهب والاعتداءات، فيما نزحت الآلاف من الأسر إلى مناطق أكثر أمانًا شمالًا وجنوبًا.
الخلاصة
استعادة الجيش السوداني لمدينة الدندر دون قتال تعكس تغيرات مهمة في موازين القوى على الأرض، بينما يستمر النزاع المسلح في شرق الجزيرة في تهديد حياة الآلاف ودفعهم للنزوح.