في خطاب ألقاه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، شدد على مواصلة العمليات العسكرية ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، متعهداً بعدم التراجع حتى القضاء الكامل عليها. وأشاد البرهان باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار بريطاني يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان، معتبرًا أن القرار يتعارض مع سيادة البلاد.
أعلن البرهان أن الحرب مستمرة ، متوعدًا بالقضاء علي قوات الدعم السريع نهائيًا. وأكد رفضه لأي مبادرات لوقف إطلاق النار أو العودة إلى المفاوضات قبل انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي تسيطر عليها ورفع الحصار عن مدينة الفاشر وفتح الطرق المغلقة. حيث انتقد البرهان ما وصفه بـ”استغلال” قوات الدعم السريع لهدنة وقف إطلاق النار خلال مفاوضات جدة، مشددًا على عدم تكرار هذه التجارب.
عبر البرهان عن امتنانه لموقف روسيا الداعم للسودان عبر تعطيل مشروع القرار البريطاني، واصفًا إياه بأنه “داعم للسيادة السودانية”. وأكد أن السودان سيقيم علاقاته الدولية بناءً على مواقف الدول من الحرب الحالية، مع التركيز على التعاون مع “الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوداني”.
دعا البرهان السياسيين السودانيين إلى العودة من الخارج للتوصل إلى حلول داخلية، منتقدًا اللجوء إلى الحلول المفروضة من الخارج التي وصفها بأنها “غير ناجحة”.
أرجأ أي خطوات سياسية إلى ما بعد انتهاء الحرب، مشددًا على ضرورة حوار داخلي يضم جميع السودانيين لتحديد مستقبل البلاد وإدارة الفترة الانتقالية. وأعرب البرهان عن رفضه القاطع لأي نشاط سياسي من قبل حزب المؤتمر الوطني المحلول أو أي فصيل سياسي آخر يهدد وحدة البلاد أو يدعم الميليشيات. ونفى الادعاءات بأن الحزب أو أي جماعات سياسية أخرى تشارك في القتال، مشددًا على أن الجيش يدافع عن قضايا وطنية.
حمّل البرهان قوات الدعم السريع مسؤولية تدهور الوضع الإنساني وانتشار الجوع في المناطق التي تسيطر عليها، متهمًا إياها بتلقي الدعم من دول خارجية. ووصف قرارات مجلس الأمن بأنها غير فعالة، مشيرًا إلى تجاهلها للواقع على الأرض وعدم تنفيذها في مناطق النزاع.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في السودان، في حين يبقى الحل النهائي رهينًا بمفاوضات داخلية وتحركات دبلوماسية فعالة.