أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تزايد عمليات النزوح وسقوط ضحايا من المدنيين في ولاية شمال دارفور، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، أحد أكبر مخيمات النزوح في المنطقة، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن مئات الآلاف من الأشخاص فروا من المخيم، مما فاقم من حجم الاحتياجات الإنسانية في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، وأشار إلى أن مخيم زمزم كان قد تأكد وجود حالة مجاعة فيه في أغسطس الماضي، مما يزيد من خطورة الوضع الحالي.
وأضاف دوجاريك أن التقارير الواردة من شركاء الأمم المتحدة الإنسانيين على الأرض، تفيد بتعرض مناطق متعددة في الفاشر، من بينها مخيم أبو شوك وأحياء درجة أولى، لقصف مدفعي خلال الأيام الماضية، أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، وأكد أن موجات النزوح الجديدة تضع ضغطاً إضافياً على البنية التحتية الضعيفة، بما في ذلك الخدمات الصحية، وإمدادات المياه، والنظم الغذائية، في المجتمعات المستضيفة بشمال دارفور، وفي ظل التحديات الأمنية واللوجستية، أوضح دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تكثيف الجهود لتقديم المساعدات، ومن المقرر تسيير قافلة إنسانية قريباً لتقديم مساعدات لنحو 40 ألف شخص، وستعبر القافلة الحدود من معبر “أدري” التشادي، مروراً بمدينة الجنينة في غرب دارفور، وصولاً إلى منطقة طويلة في شمال دارفور.
وأشار المتحدث إلى أن الأمم المتحدة تسعى لتأمين وصول دائم للمساعدات الإغاثية، وتسهيل حركة العاملين في المجال الإنساني، وفي الوقت ذاته، تواصل المنظمات غير الحكومية المحلية، بدعم من الصندوق الإنساني للسودان التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تشغيل عيادات متنقلة وتوفير المياه لنحو 10 آلاف شخص يومياً في مدينة الفاشر، واختتم دوجاريك بتجديد دعوة الأمم المتحدة لجميع أطراف النزاع لاحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.