قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، كليمنتين نكويتا سلامي، إن الملايين من سكان السودان يعانون من جوع حاد يومياً، في ظل تدهور مستمر للوضع الإنساني في البلاد، وأكدت أن الأزمة الغذائية المتفاقمة تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، لمواجهة التأثيرات السلبية المتصاعدة، أوضحت سلامي أن العديد من الأسر، خاصة النساء، يضطررن لتقليل وجباتهن اليومية من أجل إطعام أطفالهن، مشيرة إلى أن ذلك ينعكس بشكل خطير على صحة الأمهات وصحة الأطفال على حد سواء، وأضافت أن الأطفال يعانون من الهزال ونقص حاد في التغذية، ما يمثل تهديداً حقيقياً لمستقبلهم.
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية أن العائلات في السودان تعيش تحت ضغوط متزايدة، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ما يدفع الكثيرين إلى حافة الانهيار، ودعت إلى تحرك فوري وفعّال لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية، معتبرة أن الجوع لا يجب أن يكون مصيراً لأي إنسان، وشددت على أهمية تكاتف الجهود بين المنظمات الإنسانية والدول المانحة والجهات الفاعلة لضمان إيصال المساعدات الغذائية والاحتياجات الأساسية للمتضررين، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها نتيجة النزاع أو غياب البنية التحتية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يعاني فيه السودان من أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى نزوح الملايين وتعطل الخدمات الأساسية في عدد كبير من الولايات، وتشير تقارير أممية سابقة إلى أن أكثر من 18 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم ما يقرب من 5 ملايين على حافة المجاعة، في ظل نقص حاد في التمويل الإنساني وصعوبة إيصال المساعدات بسبب الأوضاع الأمنية.
جددت الأمم المتحدة دعوتها للمجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم الإنساني للسودان، من خلال تعزيز التمويل وتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، مشيرة إلى أن حجم الاحتياج يتطلب استجابة تتناسب مع حجم الأزمة المتعددة الأبعاد التي يواجهها البلد.
