في تطور صادم يكشف حجم الكارثة الإنسانية في السودان، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الحرب المستمرة منذ عامين تسببت في نزوح وتهجير أكثر من 13 مليون شخص، بينهم ملايين النساء والأطفال الذين يشكلون النسبة الأكبر من المتضررين، وعقب زيارته الأخيرة إلى السودان، حيث أشار إلى أن النزاع المسلح أدى إلى تهجير 8.6 مليون شخص داخلياً، فيما اضطر 3.8 مليون شخص آخرين للفرار خارج الحدود، معظمهم إلى دول الجوار مثل تشاد، جنوب السودان، مصر، وإثيوبيا.
وأوضح كوندي أن النساء والأطفال يشكلون نحو 88% من إجمالي من اضطروا للنزوح، مما يعكس التأثير المدمر للحرب على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، محذراً من أن هذا الواقع يفرض تحديات هائلة على المنظمات الإنسانية التي تسعى لتوفير الحماية والمساعدات في ظروف معقدة للغاية، وأشار المسؤول الأممي إلى أن ملايين الأسر السودانية باتت تعيش في ظروف قاسية، في ظل نقص حاد في الغذاء، المياه النظيفة، والخدمات الطبية، فضلاً عن تدهور البنية التحتية في العديد من المناطق، بما في ذلك المخيمات المؤقتة التي تعاني من اكتظاظ وغياب الخدمات الأساسية.
وأضاف كوندي الوضع في السودان لا يمكن تجاهله نحن نشهد واحدة من أكبر وأسرع أزمات النزوح في العالم، والعالم بحاجة إلى التحرك العاجل، والدعم الدولي لا يزال دون المستوى المطلوب، رغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، ودعا المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في السودان ودول الجوار، مؤكداً أن كثيراً من برامج الإغاثة تواجه خطر التوقف بسبب نقص التمويل، في وقت تزداد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل يومي.
وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد حدة القتال في عدة مناطق من البلاد، وفشل المحادثات الدولية حتى الآن في الوصول إلى هدنة دائمة تتيح وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة، وسط تحذيرات متزايدة من تحول السودان إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الحالي إذا استمر الصراع دون تدخل فاعل.
