شهدت أسعار العملات الأجنبية في السوق السودانية غير الرسمية اليوم الخميس استقراراً نسبياً، بعد ارتفاع ملحوظ خلال الأيام الماضية، في ظل استمرار تراجع قيمة الجنيه السوداني، وبحسب، بلغ سعر الدولار الأمريكي 2790 جنيهاً للبيع و2740 جنيهاً للشراء، ورغم هذا الاستقرار الظاهري، لا تزال الأسواق المالية تشهد حالة من التذبذب، تعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حيث يعاني المواطنون من ضغوط معيشية متزايدة وارتفاع في أسعار السلع الأساسية، مع تقلص القدرة الشرائية.
وبحسب مراقبين، فإن استقرار أسعار الصرف في الوقت الراهن لا يعني بالضرورة تحسّناً في الوضع الاقتصادي، وإنما قد يُنظر إليه كمؤشر مؤقت ضمن دورة التذبذب المرتبطة بالتقلبات السياسية والمالية في البلاد، وتشير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع إضافي في أسعار الصرف خلال الفترة المقبلة، نتيجة استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والاعتماد المتزايد على الموارد البديلة مثل الذهب، الذي يُستخدم في تغطية جزء من الإنفاق الحكومي، بما في ذلك العمليات العسكرية.
وتعاني البلاد من تدهور اقتصادي مستمر منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، ما أدى إلى ضعف النشاط التجاري وتراجع معدلات الإنتاج، فضلاً عن زيادة معدلات البطالة واتساع دائرة الفقر، ويحذّر خبراء من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى استقرار سياسي وإصلاحات اقتصادية شاملة تُعيد الثقة إلى السوق وتُعزز القدرة الشرائية للمواطنين.
في السياق ذاته، تشير تقارير مصرفية إلى أن حجم التعاملات بالعملات الأجنبية في السوق غير الرسمية لا يزال محدوداً، في ظل تقييد الحركة المالية والانكماش الاقتصادي العام، ويظل المشهد مرهوناً بتطورات الملف السياسي والأمني، التي تلعب دوراً حاسماً في تحديد اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة.