أثار الهجوم الذي استهدف مقر إقامة السفير الإماراتي في الخرطوم موجة واسعة من الاستنكار والإدانة الدولية، خاصة من الدول العربية والخليجية التي طالبت بحماية المنشآت الدبلوماسية واحترام القانون الدولي.
موقف مصر ودعوات للحماية الدولية
أعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها البالغ حيال هذا الهجوم، مؤكدةً أن استهداف المقر الدبلوماسي يعد خرقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تضمن حماية المباني الدبلوماسية والحصانة للعاملين فيها. وأدانت مصر هذا التصرف غير القانوني، مشددةً على ضرورة التزام جميع الأطراف في السودان بالقانون الدولي الإنساني والعمل على حماية المدنيين والمقار الدبلوماسية.
إدانات خليجية قوية
كما أدانت دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك السعودية، قطر، الكويت، البحرين، وعمان، الهجوم على مقر السفير الإماراتي، واصفةً إياه بانتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية. واعتبرت المملكة العربية السعودية هذا الحادث تهديداً للأمن والاستقرار، وطالبت بسرعة محاسبة المسؤولين عنه. ودعت دول الخليج بشكل عام إلى احترام القانون الدولي وتوفير الحماية الكاملة للبعثات الدبلوماسية في ظل الأوضاع المتوترة في السودان.
موقف الإمارات واستجابة دولية
من جهتها، عبّرت الإمارات عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم، مؤكدةً أنها تتعاون مع الجهات الدولية لضمان حماية سفارتها وموظفيها. كما طالبت المجتمع الدولي بتدخل عاجل لتأمين المقرات الدبلوماسية في السودان، مشيرةً إلى ضرورة الالتزام باتفاقيات العلاقات الدبلوماسية في أوقات النزاعات المسلحة.
السياق السوداني والأزمة المتفاقمة
يأتي هذا الهجوم في وقت يشهد فيه السودان تصاعداً مستمراً في أعمال العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف عام 2023. ونتيجة للصراع، تعرضت العديد من المنشآت المدنية والدبلوماسية للاستهداف، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد. ويعكس هذا التصعيد خطورة الوضع في السودان، حيث يتزايد استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية، بما في ذلك البعثات الدبلوماسية، في ظل غياب حل سياسي للأزمة.
مطالبات بحماية البعثات الدبلوماسية
وسط هذه الإدانات، تتزايد الدعوات الدولية والإقليمية لفرض حماية مشددة على البعثات الدبلوماسية، باعتبارها جزءاً أساسياً من العلاقات الدولية التي يجب حمايتها حتى في أوقات الحرب. كما تُعتبر هذه الهجمات تهديداً للسلم والأمن الإقليميين، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لضمان عدم تكرارها.
ختاماً، تظل الأوضاع في السودان معقدة للغاية، مع استمرار النزاع المسلح وتصاعد حدة المواجهات بين الأطراف المتصارعة، مما يجعل توفير الحماية للمدنيين والمنشآت الدبلوماسية أمراً ملحاً لضمان الحفاظ على استقرار العلاقات الدولية في المنطقة.