عقوبات أميركية جديدة على البرهان
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، متهمة الجيش السوداني بارتكاب انتهاكات جسيمة، منها هجمات مميتة على المدنيين، وقصف الأسواق والمدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الغذاء كسلاح في الحرب. وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع واحد من فرض عقوبات مماثلة على قائد قوات الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما يعكس سياسة أميركية تستهدف كلا طرفي النزاع في السودان.
اتهامات باستخدام أسلحة كيميائية
اتهم مسؤولون أميركيون الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية مرتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع في مناطق نائية من البلاد. وحذر المسؤولون من احتمال استخدام هذه الأسلحة في المستقبل بمناطق مكتظة بالسكان مثل الخرطوم. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن برنامج الأسلحة الكيميائية السوداني يظل محاطاً بالسرية، ومقتصراً على مجموعة صغيرة داخل الجيش. وأشارت التقارير إلى أن البرهان أذن باستخدام هذه الأسلحة.
رد البرهان
في تصريح أدلى به أثناء زيارته لجنوده في ود مدني بولاية الجزيرة، تحدى البرهان العقوبات المفروضة عليه قائلاً:
“أي عقوبات لخدمة البلد، نرحب بها”.
وأضاف أن القوات المسلحة موجودة لحماية الناس وخدمتهم، وليس للانتقام أو التشفي.
التداعيات الإنسانية للعقوبات والحرب
الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث قُتل نحو 150 ألف شخص، وشُرد أكثر من 11 مليوناً. كما أن المجاعة تهدد ملايين السودانيين، مما يجعل الوضع كارثياً وفقاً للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة. وتخشى هذه المنظمات أن تُقابل العقوبات الأميركية بمزيد من القيود على عمليات الإغاثة، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
إدارة بلينكن وأسفها تجاه السودان
أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن “أسف حقيقي” لفشل الإدارة الأميركية في إنهاء الصراع السوداني. وقال إن الحل الوحيد للأزمة هو وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني يتطلب استجابة دولية عاجلة.
أبعاد العقوبات
تعكس العقوبات الأميركية رغبة في تحميل المسؤولية للطرفين المتنازعين، ودفعهما نحو إنهاء الحرب واستئناف عملية التحول إلى الحكم المدني، بعد سنوات من الانقلابات والأزمات السياسية في السودان.