أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ثلث الجرحى الذين يتلقون العلاج جراء النزاع المسلح في السودان هم من النساء والأطفال. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد حدة الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما يزيد من معاناة المدنيين ويفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
تشهد مناطق عدة في السودان تصاعداً في العنف المسلح منذ بداية النزاع في أبريل 2023. الاشتباكات المستمرة أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وأثرت بشكل خاص على النساء والأطفال الذين يجدون أنفسهم في قلب المعارك دون حماية.
أوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن النساء والأطفال يمثلون نسبة كبيرة من الجرحى الذين يتم علاجهم في المرافق الطبية التي تديرها المنظمة في السودان. تعاني هؤلاء الفئات من إصابات بالغة تتطلب رعاية طبية عاجلة، وتشمل الجروح الناتجة عن الانفجارات والرصاص، إضافة إلى الإصابات النفسية جراء التعرض للعنف المستمر. حيث تعمل منظمة أطباء بلا حدود على تقديم الرعاية الطبية الطارئة للجرحى في مناطق النزاع. توفر المنظمة خدمات طبية شاملة تشمل الجراحة والعناية بالجروح والعلاج النفسي. وتهدف هذه الجهود إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المصابين. وتواجه فرق أطباء بلا حدود تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. تعرقل الاشتباكات العنيفة وتأخر وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى والمصابين.
أعربت العديد من المنظمات الدولية عن قلقها البالغ إزاء تزايد العنف ضد المدنيين في السودان، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية النساء والأطفال. تؤكد هذه المنظمات على ضرورة تقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين وضمان وصول المساعدات الطبية إلى جميع المناطق المحتاجة. وتلقى جهود أطباء بلا حدود دعماً واسعاً من المجتمع الدولي، حيث قدمت دول ومنظمات غير حكومية دعماً مالياً ولوجستياً لتعزيز القدرات الطبية في السودان. هذا الدعم يسهم في توفير الموارد اللازمة للرعاية الصحية العاجلة للمصابين. وتؤكد المنظمة ايضا على أهمية تعزيز الدعم الطبي والإنساني للسودان، من خلال تقديم المزيد من التمويل والإمدادات الطبية، وتسهيل وصول الفرق الطبية إلى المناطق المتضررة لضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة للجرحى.
تسلط تقارير أطباء بلا حدود الضوء على الوضع المأساوي للمدنيين في السودان، مع التركيز على النساء والأطفال الذين يشكلون ثلث الجرحى في النزاع الحالي. في ظل هذه الظروف الصعبة، تبقى الجهود الدولية والمحلية لتحقيق السلام وتقديم الدعم الإنساني أملاً مشتركاً لتخفيف معاناة السودانيين وضمان حماية الفئات الأكثر ضعفاً.