وزارة الري السودانية: تصريف سد النهضة ساهم في ارتفاع مناسيب النيل والفيضانات

3 Min Read

أعلنت وزارة الزراعة والري السودانية أن ارتفاع مناسيب نهر النيل خلال الأيام الماضية نتج عن عدة عوامل هيدرولوجية، أبرزها زيادة الأمطار على الهضبة الإثيوبية، وارتفاع إيرادات نهري النيل الأبيض وعطبرة، إلى جانب بدء تصريف المياه من بحيرة سد النهضة. وأوضحت الوزارة أن هذه التطورات تزامنت مع انخفاض تدريجي في واردات النيل الأزرق منذ 29 سبتمبر، متوقعةً أن تشهد المناسيب تراجعاً خلال الفترة المقبلة.

في بيانها الرسمي، أكدت الوزارة أن الأنماط المطرية الموسمية شهدت تغيراً واضحاً هذا العام، حيث تأخر موسم الخريف وامتد حتى أواخر أكتوبر، نتيجة عوامل مرتبطة بالتغير المناخي. وأشارت إلى أن كميات الأمطار على الهضبة الإثيوبية تجاوزت المعدلات المتوسطة، وهو ما انعكس مباشرة على سلوك الأنهار. كما لفت البيان إلى أن النيل الأبيض يشهد منذ عام 2020 زيادة غير مسبوقة في الإيرادات تراوحت بين 60% و100% فوق المتوسط.

وأوضحت الوزارة أن اكتمال التخزين في بحيرة سد النهضة الإثيوبي تبعه بدء التصريف في العاشر من سبتمبر بمعدل بلغ ذروته 750 مليون متر مكعب يومياً. وعلى الرغم من أن كميات الفيضان قد تصل عادة إلى معدلات أكبر، إلا أن توقيت التصريف ساهم في رفع مناسيب النيل بشكل ملحوظ، الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من المخاطر على المناطق الواقعة على ضفاف النهر.

استجابة لهذه التطورات، عقدت وزارة الري غرفة عمليات طارئة بإشراف مباشر من الوزير بروفيسور عصمت قرشي، ووكيل الوزارة، والمدراء الفنيين. وأكد البيان أن فرق الخزانات ومحطات الرصد وغرف الإنذار المبكر تعمل على مدار الساعة لمتابعة المناسيب وتقديم المعلومات للمواطنين. وأوضحت الوزارة أن بلوغ أي محطة لمستوى الفيضان يعني وصول المياه إلى حافة المجرى، لكنه لا يعني بالضرورة غمر المنطقة بالكامل، مشددة على أهمية توجيه الجهود نحو التدابير الوقائية.

أشارت الوزارة إلى أن واردات النيل الأزرق بدأت في الانخفاض منذ 29 سبتمبر، ما قد يؤدي إلى تراجع تدريجي في المناسيب خلال الأيام المقبلة. وأكدت أن كوادرها في حالة استنفار كامل لمواصلة عمليات المراقبة وإطلاع المواطنين على المستجدات أولاً بأول، بهدف تقليل الأضرار وحماية الأرواح والممتلكات.

جددت وزارة الري التزامها بالعمل على تعزيز الأمن المائي والغذائي، مؤكدة أن مواجهة التحديات المناخية والمائية تتطلب تنسيقاً مستمراً بين مختلف الجهات الرسمية والفنية. كما شددت على أهمية الاستعداد المبكر لمواسم الفيضانات في ظل التحولات المناخية المتسارعة.

يُعد سد النهضة الإثيوبي أكبر مشروع مائي في أفريقيا، وبدأ إنشاؤه عام 2011 بهدف توليد أكثر من 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء. وفي التاسع من سبتمبر الماضي، افتتحت إثيوبيا رسمياً السد لتزويد ملايين المواطنين بالطاقة. غير أن المشروع ما زال يثير خلافات مع السودان ومصر بشأن تأثيره على حصص المياه والأمن المائي الإقليمي، وهو ما يضيف بعداً جديداً للتحديات المائية في المنطقة.

Share This Article