استقبل والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، اليوم عدداً من ولاة الولايات في إطار مشاركتهم بأعمال اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين إلى العاصمة، وذلك بحضور الأمين العام لحكومة الولاية، الهادي عبد السيد إبراهيم.
ضم اللقاء كلاً من والي البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور، ووالي القضارف الفريق الركن محمد أحمد حسن، ووالي الشمالية اللواء ركن معاش عبد الرحمن عبد الحميد، حيث أعلنوا دعمهم وتضامنهم مع ولاية الخرطوم في جهودها لإعادة تهيئة البيئة اللازمة لعودة المواطنين بعد سنوات الحرب وما خلفته من دمار واسع في الخدمات والبنية التحتية.
رحب الوالي بالوفود الزائرة، مشيداً بالدور القومي للولايات الأخرى في مؤازرة الخرطوم، التي تمثل – بحسب وصفه – قلب البلاد وعاصمتها الوطنية. وأوضح أن الخرطوم كانت من أكثر الولايات تأثراً بالحرب، إذ فقدت جانباً كبيراً من مواردها ومقوماتها، مشدداً على أن دعم الولايات يعكس روح التضامن الوطني، وأن الإرادة المشتركة قادرة على تجاوز التحديات مهما كانت صعوبتها.
من جانبهم، أكد ولاة البحر الأحمر والقضارف والشمالية أن مشاركتهم تأتي انطلاقاً من المسؤولية الوطنية، معتبرين أن الخرطوم بما تحمله من رمزية قومية ودور محوري في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تستحق الدعم والمساندة من كل الولايات. وأشاروا إلى أن تكاتف الجهود يشكل عاملاً أساسياً في إعادة الحياة الطبيعية تدريجياً للعاصمة، وتمكين المواطنين من العودة إلى مناطقهم.
تأتي هذه التحركات في إطار أعمال اللجنة العليا لتهيئة البيئة، التي تعمل على إصلاح البنية التحتية، تحسين الخدمات العامة، وضمان الأمن والاستقرار كشرط أساسي لعودة النازحين والمواطنين إلى العاصمة. ويرى مراقبون أن التنسيق بين الولايات في هذا التوقيت يمثل مؤشراً على وجود إرادة سياسية مشتركة لإعادة بناء ما تهدم خلال الحرب، وتعزيز صمود المجتمع السوداني في مواجهة التحديات المعيشية والخدمية.
وبينما تتواصل هذه الجهود، تبقى عودة المواطنين إلى الخرطوم مرهونة بمدى قدرة السلطات على توفير بيئة آمنة وخدمات أساسية مستدامة، بما يمكّن العاصمة من استعادة دورها المركزي في قيادة البلاد.
