مواجهات بين الجيش والقوات المشتركة جنوب الخرطوم تؤدي إلى تعليق خدمات مستشفى بشائر

3 Min Read

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم تصاعدًا جديدًا في التوترات الأمنية، عقب اندلاع مواجهات بين الجيش السوداني وعناصر من القوات المشتركة التابعة لحركة تحرير السودان – جناح مني أركو مناوي في منطقة سوق السمك جنوبي المدينة، ما أدى إلى اضطراب واسع في الأوضاع المحيطة بـ مستشفى بشائر وانقطاع خدماته الطبية مؤقتًا.

وفقًا لمصادر طبية، وقعت الحادثة مساء الجمعة عندما هدد أحد عناصر القوات المشتركة بتفجير المستشفى بقنبلة يدوية بعد تلقيه نبأ وفاة أحد زملائه المصابين. وأدى الحادث إلى حالة من الذعر داخل المنشأة، دفعت الطواقم الطبية والإدارية إلى مغادرة المبنى، كما اضطر المرضى ومرافقوهم إلى الإخلاء وسط أجواء من الخوف والتوتر.

وقد تدخلت قوة من الجيش السوداني لاحتواء الموقف بعد توتر استمر لساعات، بينما نُقل المصاب إلى مستشفى السلاح الطبي. ورغم محاولات التهدئة، قرر الكادر الطبي تعليق العمل بشكل مؤقت مطالبًا بتأمين المستشفى من أي تهديدات مستقبلية.

أكد مصدر طبي أن العمل في مستشفى بشائر توقف بالكامل يوم الأحد نتيجة للتهديدات التي صدرت عن عناصر مسلحة. وأضاف أن الطواقم عاودت العمل لفترة وجيزة ظهر السبت بعد تدخل من وزارة الصحة، لكنها أوقفت نشاطها مجددًا عقب تجدّد حالة التوتر في محيط المستشفى.
وأفاد شهود عيان أن قسم الحوادث توقف عن استقبال المرضى صباح الأحد، ما يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار داخل المرفق الصحي.

ورغم توجيهات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بسحب كافة التشكيلات العسكرية من العاصمة، لا تزال بعض القوات التابعة للحركات المسلحة متمركزة داخل الخرطوم. ويقول مراقبون إن هذه الحالة تخلق تهديدًا مباشرًا للمرافق الحيوية، خاصة المستشفيات، في ظل غياب الرقابة الأمنية وضعف الانضباط العسكري داخل المناطق المدنية.

يُذكر أن مستشفى بشائر، الذي يتلقى دعمًا من منظمة أطباء بلا حدود، تعرض خلال العامين الماضيين لسلسلة من الاعتداءات والانتهاكات خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء من العاصمة.
وتثير هذه الحوادث المتكررة قلقًا متزايدًا في الأوساط الطبية والحقوقية، وسط دعوات بضرورة تأمين المؤسسات الصحية وتوفير الحماية للعاملين فيها، باعتبارها منشآت مدنية يجب أن تبقى بمنأى عن النزاعات المسلحة.

تسلط حادثة مستشفى بشائر الضوء على هشاشة الوضع الأمني في العاصمة الخرطوم، حيث باتت المستشفيات والعاملون في القطاع الصحي في خط المواجهة المباشر مع تداعيات الصراع المسلح. ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات دون تدخل رسمي فعال سيقود إلى شلل كامل في الخدمات الطبية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في واحدة من أكثر الفترات حرجة في تاريخ السودان الحديث.

Share This Article