منظمة الطيران المدني الدولي: مطار الخرطوم غير صالح للتشغيل في ظل الظروف الأمنية الراهنة

3 Min Read

أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) رسميًا أن مطار الخرطوم الدولي غير صالح للتشغيل، بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة التي استهدفته هذا الأسبوع، ما أدى إلى تأجيل إعادة فتحه إلى أجل غير مسمى.
واكد مصدر في إحدى شركات الطيران قوله إن القرار جاء عقب هجمات جوية متكررة يومي الثلاثاء والأربعاء، مما أعاد المخاوف حول سلامة المجال الجوي في العاصمة السودانية.

وأوضح المصدر أن إعادة فتح المطار، الذي أُغلق منذ أكثر من عامين ونصف بسبب الحرب، أُرجئ إلى موعد غير محدد بعد أن صنفته منظمة الإيكاو رسميًا “كمطار غير صالح للتشغيل”.
وكانت شركة بدر للطيران قد أعلنت نيتها تسيير أول رحلة داخلية تجارية يوم الأربعاء، إلا أن الهجمات الجوية المتزامنة أجبرت الشركة على تأجيل الرحلة، وسط مراقبة دقيقة للتطورات الأمنية.
وكانت الشركة قد أجرت رحلة تجريبية في وقت سابق ضمن خطة اقتصرت على تشغيل الرحلات الداخلية مؤقتًا.

تعرض مطار الخرطوم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى أضرار جسيمة في المدارج والمباني والمنشآت الفنية، بعد أن كان من أوائل الأهداف العسكرية في الأيام الأولى للصراع.
وبعد استعادة الجيش السيطرة على العاصمة في وقت سابق من العام الجاري، وضعت الحكومة تشغيل المطار ضمن أولوياتها لإظهار عودة الحياة إلى طبيعتها، خاصة مع عودة أكثر من مليون نازح إلى المدينة بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
لكن استمرار الهجمات المسيّرة أعاد المطار إلى دائرة الخطر، ونسف جهود إعادة تأهيله.

في بيان رسمي، أعربت منظمة الإيكاو عن قلقها العميق من تكرار الهجمات على المطارات المدنية في السودان، مشيرة إلى أن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة الطيران المدني المحلي والدولي.
وأكدت المنظمة أن مطار الخرطوم لا يحمل تصريحًا دوليًا للتشغيل، وأن أي استخدام له دون موافقة مسبقة يُعد انتهاكًا للمعايير الدولية ويعرض السلطات السودانية للمساءلة.
كما حذرت من أن تصاعد الأعمال العدائية يهدد استقرار قطاع الطيران برمّته، ويقوض جهود إعادة بناء مؤسسات النقل الجوي في السودان.

الإيكاو أشارت إلى أن الوضع الأمني تفاقم نتيجة عجز القوات المسلحة السودانية عن تأمين المطار والمنشآت الجوية الأخرى، لافتةً إلى أن المطار تعرض لأربع هجمات منفصلة منذ إعلان الجيش استعادة السيطرة على العاصمة.
وأكدت المنظمة أن استهداف المطارات المدنية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، محذّرة من أن هذه الهجمات تعرض حياة المدنيين والمسافرين للخطر المباشر.

في ختام بيانها، دعت منظمة الطيران المدني الدولي كافة أطراف النزاع إلى احترام القوانين الدولية وضمان حماية وأمن المطارات المدنية، بما في ذلك مطار الخرطوم وبقية المطارات السودانية.
كما أدانت بشدة استهداف البنية التحتية المدنية، معتبرة أن مثل هذه الهجمات “تهدد حياة الأبرياء وتقوض مساعي السلام والاستقرار”.
ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين والمرافق الحيوية، مجددة تضامنها مع الشعب السوداني، والتزامها بدعم الجهود الرامية إلى ضمان سلامة الطيران المدني واستعادة الاستقرار في البلاد.

Share This Article