عاد حاكم إقليم دارفور المعيَّن من قِبل الجيش السوداني، مني أركو مناوي، إلى مدينة بورتسودان بعد غياب استمر شهراً، شمل جولة خارجية في عدد من دول الاتحاد الأوروبي والأفريقي. وتأتي عودته بعد أن أثار سفره المفاجئ في الثالث من أغسطس الماضي تساؤلات حول خلفيات الرحلة واحتمالات عدم العودة.
في أول تصريح عقب عودته، أوضح مناوي عبر حسابه الرسمي أن جولته الخارجية تضمنت لقاءات مع مسؤولين وشخصيات فاعلة في المجتمع الدولي، ركّز خلالها على الوضع الإنساني المتدهور في مدينة الفاشر التي تعاني حصاراً خانقاً. وأشار إلى أنه نقل “صوت الفاشر المحاصرة” إلى المحافل الدولية في محاولة لحشد الدعم وتخفيف المعاناة عن سكانها، الذين يواجهون نقص الغذاء والدواء وارتفاع مستويات المعاناة.
مناوي شدد على أن طبيعة الصراع في هذه المرحلة تجاوزت الأبعاد السياسية، وأصبحت قضية إنسانية ووطنية في المقام الأول. كما أعرب عن تقديره للجهود التي دعمته خلال جولته، مؤكداً استمراره في العمل من أجل وحدة البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار ورفع المعاناة عن المواطنين.
وكان مناوي قد غادر بورتسودان بشكل مفاجئ الشهر الماضي، وكلف والي وسط دارفور، مصطفى تمبور، بتولي مهام حاكم الإقليم مؤقتاً. ورغم أن القرار عُد جزءاً من ترتيبات إدارية، إلا أن تصريحات سابقة له أثارت جدلاً واسعاً، بعدما وجّه انتقادات لأحد قادة الدولة لرفضه نقل العمليات العسكرية خارج الخرطوم، معتبراً ذلك تقاعساً في مواجهة حصار الفاشر. وقد أدت تلك المواقف إلى تكهنات حول أسباب مغادرته، قبل أن يضع عودته الأخيرة حداً لتلك التساؤلات ويؤكد استمراره في أداء مهامه الرسمية.