أعلنت مفوضية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” عن اعتزامهما تنظيم جولة جديدة من المشاورات حول السودان خلال شهر أكتوبر المقبل، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة المجموعات المدنية السودانية. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز وحدة الصف الوطني، وتهيئة الأرضية اللازمة لإطلاق حوار شامل يقود إلى انتقال سياسي بقيادة مدنية.
المنظمتان الإقليميتان أعربتا عن اهتمامهما بالبيان المشترك الصادر عن المجموعة الرباعية التي تضم وزراء خارجية مصر، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة، والذي دعا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، وضمان حماية المدنيين من آثار النزاع. كما رحبتا بالمطالبة بوقف إنساني لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، يُنظر إليه كخطوة تمهيدية نحو وقف دائم للقتال.
البيان دعا كذلك إلى إطلاق عملية انتقالية يقودها المدنيون خلال فترة لا تتجاوز تسعة أشهر، مع التشديد على مبادئ الشمولية والمساءلة، وهو ما وجدت فيه المنظمتان توافقًا مع خارطة الطريق الإفريقية لحل الأزمة السودانية.
أكّد الاتحاد الأفريقي وإيغاد دعمهما الواضح لعملية جدة باعتبارها المنصة المركزية للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين. كما شددا على رفض أي تدخلات عسكرية خارجية أو محاولات لفرض نفوذ متطرف على مسار الأحداث في السودان، مجددين التأكيد على أن الحل العسكري ليس خيارًا ممكنًا، وأن المسار السياسي الشامل هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار المستدام.
المشاورات المزمع عقدها في أكتوبر تمثل جزءًا من الجهود المستمرة لإيجاد حل سلمي للأزمة السودانية، حيث تراهن الأطراف الراعية على تعزيز الحوار المدني وفتح المجال أمام مشاركة أوسع للقوى الوطنية. وتؤكد هذه المبادرة التوجه نحو بناء نظام دستوري يقوم على القيادة المدنية والتوافق الوطني، بما يضمن استقرار السودان وصون سيادته في مواجهة التحديات الراهنة.