مساعي أميركية متصاعدة لفتح مسار تفاوض مباشر بين الجيش والدعم السريع

2 Min Read

في وقت تتصاعد فيه الأزمة السودانية إلى مستويات غير مسبوقة، أعلنت الولايات المتحدة عن تحركات دبلوماسية جديدة تهدف إلى جمع طرفي النزاع – القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – على طاولة الحوار المباشر، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع كمدخل محتمل لإنهاء واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وقال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، في تصريحات، إن المناقشات الحالية مع الأطراف السودانية ركزت على وضع مبادئ عامة لبدء مفاوضات سياسية، مشيرًا إلى أن موازين القوى الميدانية أظهرت أن “كلا الطرفين لا يملك اليد العليا”، ما قد يدفعهما إلى التسوية عبر الحوار.

وأضاف بولس: “نأمل أن نتمكن قريبًا من الإعلان عن خطوات ملموسة تمهّد لانطلاق مفاوضات جادة تضع حدًا لهذا الصراع المستنزف.”

تأتي هذه الجهود في ظل حصار خانق لمدينة الفاشر واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث تشير تقارير أممية إلى معاناة أكثر من 100 ألف طفل من خطر المجاعة، إلى جانب نزوح مئات الآلاف داخليًا وخارجيًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وقد لعبت واشنطن دورًا محوريًا عبر المجموعة الرباعية الدولية التي تضم أيضًا السعودية والإمارات ومصر، حيث تبنّت هذه المجموعة خارطة طريق تبدأ بهدنة إنسانية لثلاثة أشهر، يليها وقف لإطلاق النار، ومن ثم عملية سياسية تمتد لتسعة أشهر تنتهي بتشكيل حكومة مدنية مستقلة.

رغم التفاؤل الأميركي، لا تزال عوائق رئيسية تعترض طريق المفاوضات، أبرزها انعدام الثقة بين الجيش والدعم السريع، وتباين المواقف الإقليمية والدولية الداعمة لكل طرف. كما يخشى مراقبون أن تؤدي الضغوط الخارجية إلى فرض حلول “جاهزة” قد لا تحظى بالقبول الشعبي أو الميداني.

مع ذلك، يُنظر إلى هذه المساعي على أنها نافذة أمل وسط واقع مأساوي يعيشه ملايين السودانيين. فنجاح واشنطن وشركائها في دفع الأطراف إلى طاولة الحوار قد يشكل نقطة تحول حقيقية في مسار الأزمة، ويفتح الباب أمام استعادة السلام والاستقرار، بعد أكثر من عامين من الحرب التي دمّرت البنية التحتية وأغرقت البلاد في أتون أزمات متلاحقة.

Share This Article