أكد رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس أن وفد السودان المشارك في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بذل جهوداً واسعة لحشد الدعم الدولي من أجل رفع الحصار عن مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور والمدن الأخرى المحاصرة.
وأوضح إدريس في مؤتمر صحفي ببورتسودان أن الوفد دعا المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف الانتهاكات ضد المدنيين، وأضاف أن الوفد شدد أمام المحافل الدولية على ضرورة احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، مشيراً إلى أنه لمس تفاعلاً إيجابياً من جانب الأمم المتحدة وعدد من الدول، حيث قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوة لزيارة السودان.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأفريقي، أوضح إدريس أن مشاورات جرت مع رئيس الاتحاد ورئيس مفوضيته إلى جانب قادة دول أفريقية بشأن عودة السودان إلى عضوية الاتحاد، مشيراً إلى أن الأمر أصبح “مسألة وقت” في ظل استجابة قوية من الدول الأعضاء. وأكد أن العودة ستكون في إطار “سودان قوي”، باعتباره من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية.
كما أشار إدريس إلى أن الحكومة السودانية تولي اهتماماً خاصاً بملف مياه النيل وسد النهضة، مبيناً أن بلاده ستجري دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية لهذا الملف بالتنسيق مع مصر وإثيوبيا لتحقيق المصالح المشتركة وتفادي أي أضرار مستقبلية.
وفي سياق آخر، نفى إدريس وجود مجاعة في السودان، موضحاً أن ما يُتداول بهذا الخصوص لا يعكس الواقع، لكنه أقر بوجود مناطق محاصرة مثل مدينة الفاشر تتطلب تدخلاً إنسانياً عاجلاً من المجتمع الدولي.
على صعيد العلاقات الخارجية، أشاد رئيس الوزراء بزيارة وفده الأخيرة إلى السعودية، واصفاً إياها بأنها مثمرة واستراتيجية. وكشف عن تقديم السودان 100 مشروع اقتصادي للمملكة بقيمة 100 مليار دولار، مؤكداً أن التعاون المشترك في البحر الأحمر يمكن أن يجعل البلدين من بين الأغنى في العالم نظراً لأهميته الاقتصادية والأمنية.
كما شدد إدريس على أهمية دور الإعلام في توجيه الجهود نحو البناء والتنمية بدلاً من التركيز على القضايا الشخصية للمسؤولين. وأعلن عن ترتيبات لإنشاء هيئة للنزاهة والشفافية بالتنسيق مع ديوان المراجعة العامة، مشيراً إلى أن الوزراء سيوقعون على إقرارات ذمة مالية كخطوة عملية لمحاربة الفساد.