أجرى وكيل وزارة الصحة الاتحادية، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، اليوم، زيارة ميدانية إلى مركز علاج ضربات الشمس بمستشفى التقدم بمدينة بورتسودان، في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده ولاية البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، رافق الوكيل في زيارته الدكتورة أحلام عبد الرسول، المدير العام لقطاع الصحة بالولاية، حيث اطلع الوفد على جاهزية المركز ومدى استعداده لاستقبال الحالات الطارئة المرتبطة بضربات الشمس، ووقف على الإمكانيات المتاحة، بما في ذلك الكوادر الطبية والتجهيزات الدوائية والمعملية.

وخلال الزيارة، أكد الدكتور هيثم أن ضربات الشمس تُعد من الأمراض الموسمية الخطيرة في المناطق الساحلية، لا سيما خلال شهور الصيف الحارقة، مشدداً على أهمية التوعية المجتمعية لمكافحة هذا النوع من الإصابات، وضرورة تكثيف الجهود الإعلامية والصحية لتثقيف المواطنين حول أعراض الإصابة وسبل الوقاية.
وأوضح الوكيل أن الوزارة تعمل حالياً على تعزيز التنسيق مع الجهات المختصة، وتفعيل نظم الإنذار المبكر تحسباً لأي تطورات طارئة، معلناً التزام الوزارة الكامل بتوفير كافة الاحتياجات العلاجية والدوائية والمعملية، لضمان استمرار المركز في أداء مهامه بكفاءة.

وأشاد وكيل الصحة الاتحادية بجهود الكوادر الصحية العاملة بالمركز، وخصّ بالشكر منظمة الصحة العالمية لدعمها اللوجستي والفني في تشغيل المركز، مؤكدًا أن الشراكة مع المنظمات الدولية والمحلية تُمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاستجابة الصحية في مثل هذه الظروف، وأشار إلى أن التشخيص المبكر وسرعة نقل المصابين إلى مراكز العلاج المتخصصة يمكن أن تُحدث فرقاً حاسماً في إنقاذ الأرواح، خاصةً في الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
من جانبه، كشف الدكتور سليمان عثمان محمد صالح، مسؤول العلاج بالمركز، أن مستشفيات ولاية البحر الأحمر سجلت خلال الأيام القليلة الماضية 53 حالة إصابة بضربات الشمس، من بينها 3 حالات وفاة، وأوضح أن مركز التقدم استقبل 20 حالة، تماثلت جميعها للشفاء وغادرت المركز، في حين توجد حالة واحدة فقط لا تزال تحت المراقبة الطبية المكثفة.
وتأتي هذه التحركات الرسمية في وقت تشهد فيه ولاية البحر الأحمر موجة حر خانقة، دفعت وزارة الصحة إلى رفع درجة الاستعداد القصوى في المستشفيات والمراكز الصحية، والتوسع في حملات التوعية والوقاية، خاصة في المناطق المزدحمة والفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والعمال في الهواء الطلق.
ويؤكد المسؤولون أن الحفاظ على جاهزية مراكز العلاج، وتوفير الأجهزة والمحاليل والمكيفات والمولدات الكهربائية، يمثل أولوية في المرحلة الحالية، للحيلولة دون تصاعد معدلات الإصابة والوفيات.