شهد البحر الأبيض المتوسط مأساة جديدة بعد غرق نحو 51 شاباً سودانياً قبالة السواحل الليبية يوم الأحد الماضي أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا عبر طرق غير آمنة. الحادثة أثارت موجة من الحزن والغضب في الأوساط السودانية، وسط تحذيرات من تزايد وتيرة الهجرة غير النظامية في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد.
في بيان لها، اعتبرت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في السودان هي السبب الرئيس وراء توجه الشباب إلى ما يُعرف بـ“مراكب الموت”. وأشار البيان إلى أن تراجع مؤسسات الدولة، وتدهور الوضع المعيشي، وارتفاع معدلات البطالة والأسعار، إضافة إلى شح السيولة النقدية، دفعت الآلاف من الشباب إلى البحث عن مستقبل خارج حدود البلاد رغم المخاطر الكبيرة.
وأوضحت الحركة أن الأزمة لا تقتصر على الاقتصاد فقط، بل طالت الجوانب الاجتماعية أيضاً، حيث تسببت الحرب في تعطيل مؤسسات التعليم وحرمان قطاعات واسعة من فرص الدراسة والتأهيل. كما أدى استخدام المساعدات الإنسانية كورقة في الصراع إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفاً. هذه الظروف، وفق البيان، جعلت خيار الهجرة يبدو في نظر كثيرين مخرجاً وحيداً.
المتحدث الرسمي باسم الحركة، محمد عبد الرحمن الناير، قال في تصريحاته إن الحادثة تعكس “حجم المعاناة التي يعيشها المواطن السوداني تحت وطأة الحرب والضغوط الاقتصادية والسياسية”. وحذّر من أن استمرار الأوضاع الحالية قد يقود إلى مزيد من الكوارث الإنسانية والنزيف البشري، داعياً إلى معالجة جذرية توقف الانهيار وتعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية عادلة.